للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والباقون بالياء التحتية (١).

قوله تعالى: {يُضَاعِفْهُ لَكُمْ} [١٧] قرأ ابن كثير، وابن عامر، وأبو جعفر، ويعقوب: بغير ألف بين الضاد والعين وتشديد العين (٢)، والباقون بالألف وتخفيف العين (٣).


(١) وحجة من قرأ بالياء أنه رد آخر الكلام على أوله، جريًا على السياق (الكشف عن وجوه القراءات ١/ ٣٨١، المختار في معاني قراءات أهل الأمصار ٢٤/ ١، وزاد المسير ٢/ ٣٣).
(٢) وحجة من شدد وحذف الألف أنه حمله على الكثير؛ لأن فعلت مشدد العين بابه تكثير الفعل، وحجة من خفف وأثبت الألف أنه حمله على الكثير؛ لأن فعَّلت مشدد العين بابه تكثير الفعل، تقول: غلَّقتُ الأبواب إذا فعلت ذلك مرة واحدة.
أما من فتح الفاء فإنه حمل الكلام على المعنى فجعله جوابًا للشرط، لأن المعنى: أن يكون قرض تبعه أضعاف، فحمل يضاعفه على المصدر فعطف على القرض، والقرض اسم فأضمر "أن" ليكون مع {فيضاعفه} مصدرًا فتعطف مصدرًا على مصدر. وقد اختلف في حذف الألف وتشديد العين منهما ومن سائر الباب وجملته عشرة مواضع: موضعي البقرة، و {مضعَّفة} بآل عمران، و {يضعِّفها} بالنساء، و {يضعَّف لهم} بهود، و {يضعَّف} بالفرقان، و {يضعَّف لها} بالأحزاب، و {فيضعِّفه له} و {يضعَّف لهم} بالحديد، و {يضعِّفه} هنا بالتغابن، فإن ابن كثير وابن عامر وأبا جعفر ويعقوب يقرأون بالتشديد مع حذف الألف في جميعها. (الكشف عن وجوه القراءات ١/ ٣٠١، شرح طيبة النشر ٤/ ١٠٧، الغاية ص ١١٥، حجة القراءات ص ١٣٩).
(٣) وحجة من خفف وأثبت الألف: أن أبا عمرو حكى أن ضاعفت أكثر من ضعَّف؛ لأن ضعَّف معناه مرتان، وحكى أن العرب تقول ضعفت درهمك؛ أي جعلته درهمين، وتقول: ضاعفته؛ أي جعلته أكثر من درهمين (الكشف عن وجوه القراءات ١/ ٣٠٠، إتحاف فضلاء البشر ص ١٥٩، ١٦٠، السبعة ص ١٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>