للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ} [٨] وقف أبو عمرو، ويعقوب على الياء، ووقف الباقون على النون. وقرأ ابن كثير، وأبو جعفر: بألف بعد الكاف وبعدها همزة مكسورة، وسهل الهمزة أبو جعفر مع المد والقصر، والباقون بالهمز بعد الكاف وتشديد الياء بعده، وسهلها الأصبهاني (١).

قوله تعالى: {نُكْرًا} [٨] قرأ نافع، وابن ذكوان، وشعبة، وأبو جعفر، ويعقوب: برفع الكاف، والباقون بالإسكان (٢).

قوله تعالى: {مُبَيِّنَاتٍ} [١١] قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب، وشعبة: بفتح الباء التحتية المشددة (٣)، والباقون بكسرها (٤).


(١) اتفقوا أن رسم {وَكَأَيِّنْ} بنون حيث وقعت، وحجتهم أن ذلك أنزل معاتبة لمن أدبر عن القتال يوم أحد إذ صاح الصائح قتل محمد - صلى الله عليه وسلم - فلما تراجعوا كان اعتذارهم أن قالوا سمعنا قتل محمد فأنزل {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ} ثم قال بعد ذلك {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ} أي جموع كثير فما تضعضع الجموع وما وهنوا لكن قاتلوا وصبروا فكذلك أنتم كان يجب عليكم ألا تهنوا لو قتل نبيكم فكيف ولم يقتل. قال ابن الجزري عطفًا على قوله في الطيبة:
وعنه سهل
كائن في كأئن (ثـ) ـل (د) م
(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر ١/ ٢٢، حجة القراءات لابن زنجلة ١/ ١٧٥).
(٢) قال ابن الجزري:
نكرا (ثـ) ـوى (صـ) ـن إذ (مـ) ـلا … جرف (لـ) ـي الخلف (صـ) ـف (فتى) (مـ) ـني
(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر ١/ ١٨٤، شرح طيبة النشر ٤/ ٣٥).
(٣) وحجة من فتح الياء أنه أجراه على ما لم يسم فاعله، أي ييين، أي يبينها مَن يقوم فيها وينكرها، ويبين الآيات أنها آيات، أي يبينها الله أنها آيات.
(٤) وحجة من قرأ بكسر الياء أنه أضاف الفعل إلى الفاحشة، لأنها تبين عن نفسها أنها فاحشة يقبح فعلها، وتبين الآيات عن نفسها أنها آيات لإعجازه. و"الفاحشة" الزنا في قول الحسن والشعبي، أى: إن زنت المرأة أخرجت للحد، وصلُح الخَلْع. قال عطاء الخراساني: هو منسوخ، كان الرجل إذا تزوج المرأة فأتت بفاحشة كان له أن يأخذ منها كل ما ساق إليها، فنسخ ذلك بالحدود. وقال الضحاك وقتادة: الفاحشة النشوز: إذا نشزت عنه، كان له أن يأخذ منها الفدية ويدعها. وقيل: المعنى: "إلا أن يزنين" فيحبسن في البيوت. فهذا كان قبل النسخ بالحدود، وقيل: الفاحشة البذاء باللسان. وقيل: هي خروجهن من بيوتهم في العدة. (الكشف عن وجوه القراءات ١/ ٢٨٣، النشر ٢/ ٢٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>