(١) وحجة من قرأ بضمّ الياء: أنه جعله من "أَزلق"، وهذا فعل يتعدّى إذا استعملته على "فعَل يفعُل" بفتح العين في الماضي، فإن استعملته بلغة أخرى وهي "زلِق يزلَق" بكسر العين في الماضي لم يتعدّ، كما يقال: شَتِرت عينه وشتَرتُها، وحزِن الرجل وحزَنته، كذلك تقول: زلِق الرجل وزلَقته. وإذا كان من "أزلق" فهو متعدّ بلا اختلاف، والخليل يذهب إلى أن معنى "شترته وحزنته" جعلت له شترًا وحزنًا، كقولك: دهنته وكحلته، إذا جعلت ذلك فيه. ومعنى {لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ}، ليصيبونك بالعين، وقيل: معناه "لينظرون إليك نظر البغضاء". قيل: كانوا ينظرون إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بالعداوة والبغضاء حتى كادوا يشقّونه بنظرهم (النشر ٢/ ٣٨٩، المبسوط ص ٤٤٣، الغاية ص ٢٧٨، السبعة ص ٦٤٧، الكشف عن وجوه القراءات ٢/ ٣٣٢، زاد المسير ٨/ ٣٤٣، وتفسير غريب القرآن ٤٨٢، وتفسير ابن كثير ٤/ ٤٠٩).