للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والباقون بمدها (١).

قوله تعالى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي} {أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ} {أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ} [٩ - ١٣] قرأ نافع، وأبو جعفر بتسهيل الهمزة بعد الراء، وعن ورش - أيضًا - إبدالها ألفًا، وقرأ الكسائي بإسقاطها (٢)، والباقون بتحقيقها (٣).

* * *


= أن رآه (ز) كا بخلف
وحجة من قرأ بغير ألف بعد الهمزة أنه لغة لبعض العرب في مستقبل "رأى"، يَحذفون الألف في "يرى" بغير جزم، اكتفاء بالفتحة منها، حُكي عن بعض العرب، أصاب الناسَ جهدٌ، ولو تر أهل مكة، يحذفون ألف "تر" فلمّا حُذفت في "ترى" لغير جازم حُذفت في "رأى" كذلك، وهو بعيد في القياس والنظر والاستعمال. وقد حذفوا الألف في الماضي في "حاش لله"، وفي هذه العلة ضعف من طريق الاستعمال والقياس، وفي ذلك علّة أخرى، وهي أن يكون سهَّل الهمزة من "رأى" على البدل، فاجتمع ساكنان، فحذف الألف الثانية لالتقاء الساكنين، ثم ردّ الهمزة على أصلها، وبقيت الألف على حَذفِها، وهذه علّة أيضًا ضعيفة خارجة عن القياس والنظر، وفي ذلك علة ثالثة، وهي أن يكون لم يعتدّ بالهاء في {رَآهُ} لخفائها، فحذف الألف التي قبل الهاء، لسكونها وسكون السين في {اسْتَغْنَى}، وعلى ذلك أجاز سيبويه وغيره حذف الواو والياء بعد الهاء التي قبلها ساكن، لسكونها وسكون ما قبل الهاء، ولم يعتدّ بالهاء حاجزًا بينهما لخفائها، وذلك في: فيه، وضربوه، إذا حنف الياء والواو.
(١) وحجة من قرأ بغير حلف أنه الأصل المُستَعمل الفاشي، وأن عليه الجماعة، وأنه لا وجه قوي للحذف، وأنه لا علة ظاهرة توجب الحذف (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر ١/ ص ٥٩١، النشر ١/ ٤٠٢، شرح طيبة النشر ٦/ ١٢٥، السبعة ص ٦٩٥، غيث النفع ص ٣٩٠، الكشف عن وجوه القراءات ٢/ ٣٨٣، التيسير ص ٢٢٣).
(٢) قال ابن الجزري:
أريت كلا (ر) م وسهلها (مدا)
(إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر ١/ ص ٧٩، شرح طيبة النشر ٤/ ٢٨٧).
(٣) والتحقيق هو توفية كل حرف حقه من حركته ونصيبه من الإعراب؛ إذ كانت الهمزة حرفًا من حروف المعجم فيلزمها من الحركة ما يلزم سائر الحروف، لذا جاءوا بكل همزتين مجتمعتين على هيئتها إرادة للتبيين والنطق بكل حرف من كتاب الله على جهته من غير إبدال ولا تغيير (انظر حجة القراءات لابن زنجلة ص ٩١، وشرح طيبة النشر للنويري ٤/ ٩، والمبسوط في القراءات العشر ص ١٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>