(١) وحجة من قرأ بتشديد الياء، من غير همز، على تخفيف الهمز فيه، على الأصول المتقدمة، وذلك لكثرة الاستعمال فيه، فكثر العرب يستعملونه مُخفَّف الهمزة، لكثرة استعمالهم له تخفيفًا، فمِن عادتهم إذا كثُر استعمالهُم لِشيء أَحدَثوا فيه تخفيفًا بوجه من وجوه التخفيف، فلمّا كثُر استعمالهم لهذه الكلمة، وكانت فيها همزة ومدة وياء، ورأَوا الهمز أثقلَ مِن غيره خَفّفوا الهمزة، فأبدلوا منها ياء، وأدغموا الياء الزائدة الي قبلها فيها، على ما قدَّمنا مِن أصول تخفيف الهمز وعلله، فالهمزة إذا كان قبلها حرف مدٍّ ولين زائد لم يحسُن تخفيفها، إلَّا ببدل الهمزة بحرف من جنس الحرف الذي قبلها، وإدغام ما قبلها في الحرف الذي أُبدل منها. وقد بينا هذا بعلله فيما تقدَّم مِن أبواب تخفيف الهمز. ومثل هذا الحرف في تخفيفهم لهمزة أكثر من تخفيفهم لهمزة "النبي". ومن ذلك إجماعهم على تخفيف همزة "الذُرِيّة"، إذا جعلته من "ذَرأَ الله الخلق"، وتخفيفهم لـ "الخابية" وهي من "خبأت" (شرح طيبة النشر ٢/ ٣٠٣، النشر ١/ ٤٠٧، التيسير ص ٢٢٤، الكشف عن وجوه القراءات ٢/ ٣٨٥، زاد المسير ٩/ ١٩٩، تفسير النسفي ٤/ ٣٧١).