للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مولده: ولد هشام سنة ثلاث وخمسين ومائة أيام الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور.

أخذ قراءة ابن عامر عرضًا عن عراك بن خالد المري، عن يحيى بن الحارث الذماري عن ابن عامر. وكان مشهورًا بالعقل والفصاحة والعلم والرواية والدراية.

قرأ على جمع كبير من العلماء منهم: عراك المُرِّي، وأيوب بن تميم، وغيرهما عن يحيى الذماري عن عبد الله بن عامر بسنده إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وروى عن مالك بن أنس وسفيان بن عيينة ومسلم بن خالد الزنجي وغيرهم. وهو إمام أهل دمشق وخطيبهم ومقرئهم ومحدثهم ومفتيهم مع الثقة والضبط والعدالة. وكان فصيحًا علامة واسع العلم والرواية والدراية قال عبدان الأهوازي سمعته يقول: ما أعدت خطبة منذ عشرين سنة. وقال أبو علي أحمد بن محمد الأصبهاني لما توفي أيوب بن تميم كانت الإمامة في القراءة إلى رجلين هشام وابن ذكوان. وكان هشام مشهورًا بالنقل والعلم والرواية والدراية رزق كبر السن وصحة العقل والرأي فارتحل الناس إليه في القراءات والحديث.

وروى عنه بعض أهل الحديث ببغداد؛ وروى عنه الحديث البخاري في صحيحه وأبو داود والنسائي وابن ماجه في سننهم وحدث عنه الترمذي وجعفر الفريابي وأبو زرعة الدمشقي قال يحيى بن معين: ثقة، وقال الدارقطني: صدوق كبير المحل. حتى أنه قال: سألت ربي عز وجل سبع حوائج فقضى لي ستة منها، ولا أدري ما هو صانع في السابعة، سألته أن يجعلني مصدقًا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ففعل، وسألته يرزقني الحج ففعل. وسألته أن يعمرني مائة سنة ففعل، وسألته أن يرزقني ألف دينار حلالًا ففعل، وسألته أن يجعل الناس يفدون إلي في طلب العلم ففعل، وسألته أن أخطب على منبر دمشق ففعل، وأما السابعة التي لا أدري ما هو صانع فيها أن يغفر لي ولوالدي. وتُوفِّيَ هشام سنة خمس وأربعين ومائتين. وروي عن هشام من طريقين الأول: طريق الحلواني عنه. والثاني: طريق الداجوني عن أصحابه عنه.

* * *

أما الراوي الثاني: فهو ابن ذكوان: وهو عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذَكْوان القُرَشيُّ

<<  <  ج: ص:  >  >>