للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله تعالى: {لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ} [٤٢] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف بفتح التاء، وتخفيف السّين (١).

وقرأ نافع، وابن عامر، وأبو جعفر بفتح التاء، وتشديد السين (٢).

وقرأ الباقون بضم التاء، وتخفيف السين (٣)، وأمال {تُسَوَّى} محضة حمزة، والكسائي، وخلف (٤).

وقرأ نافع بالفتح، وبين اللفظين (٥). والباقون بالفتح.

وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف في الوصل بضم الهاء والميم (٦).


(١) وحجة من فتح التاء، وخفف السين أنه حذف إحدى التائين استخفافًا، كما فعل في "تساءلون وتظاهرون"، وقد تقدم الكلام على علة ذلك. وحسُن حذف التاء، وترك الإدغام، لئلا يتوالى مشددان: وهما السين والواو، وفي ذلك ثقل، فأما الإمالة فيه والفتح فقد تقدمت علة ذلك.
(٢) وحجة من فتح التاء، وشدد السين أنه بنى الفعل على "يتفعل" فأسنده إلى {الْأَرْضِ}، فارتفعت بفعلها، وأصله "تتسوي" ثم أدغم التاء، وهي الثانية، في السين، فهو في العلة والحجة مثل {تَسَاءَلُونَ بِهِ} ومثل {تَظَاهَرُونَ}، وقد مضى تفسيره. وفي الكلام اتساع، وذلك أنه جعل "الأرض تتسوى بهم"، وليس لها فعل، والمراد به المخبر عنهم، وهم الذين كفروا، يودون: لو يصيرون يتسوون بالأرض، وهو مثل: ألقم فاهُ الحجرَ، وأدخل زيد القبر، ونحوه، لما علم المعنى اتسع في، فأقيم الذي ليس له المعنى مقام الفاعل إذ لا يُشكل.
(٣) قال ابن الجزري:
.............. تسوى اضمم نما
حق وعم الثقل
وحجة من قرأ بضم التاء أنه جعله فعلًا لم يسم فاعله، من التسوية، مثل قوله: {عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ} (سورة القيامة آية ٤) وأقام "الأرض" مقام الفاعل، على معنى: لو يُجعلون والأرض سواء أي ترابًا، كما فعل بالبهائم، ودليله قوله: {وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَالَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا} (سورة النبأ آية ٤٠). (الكشف عن وجوه القراءات ١/ ٣٩٠، شرح طيبة النشر ٤/ ٢٠٧).
(٤) سبق الكلام على مثل هذه الإمالة قريبًا بما أغنى عن إعادته هنا (وانظر: النشر ٢/ ٣٥، ٣٦، وشرح طيبة النشر ٣/ ٥٥، ٥٦).
(٥) كلام المصنف على إطلاقه؛ إنما من قرأ بالفتح قولًا واحدًا: قالون والأصبهاني، ومن ثرأ بالفتح والتقليل فهو الأزرق، قال ابن الجزري:
وقلل الراء ورروس الآي (جـ) ف … وما به ها غير ذي الرا يختلف
مع ذات ياء مع أراكهمو ورد
(٦) قال ابن مجاهد في السبعة ص:١٠٨: وإنما خص هذا الحرف بضم لأنه إذا وليه ظاهر صارت ياؤه ألفًا ولايجوز كسر الهاء إذا كان قبله ألف فعامل الهاء مع المكني معاملة الظاهر إذا كان ما قبل الهاء، إذا صار =

<<  <  ج: ص:  >  >>