للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقرأ ورش بقصر الهمزة والمد (١) وقرأ الباقون بقصر الهمزة، وهم على مراتبهم في المد والقصر.

قوله تعالى: {فَقَدْ ضَلَّ} [١٢] قرأ ابن كثير، وقالون، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب بإظهار الدال عند الضاد. والباقون بالإدغام (٢).

قوله تعالى: {قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً} [١٣] قرأ حمزة، والكسائي بتشديد الياء، ولا ألف بين القاف والسين (٣). والباقون بألف بين القاف والسين، وتخفيف الياء (٤).


= وهو التسهيل، والقصر اعتدادًا بالعارض، قال ابن الجزري:
وفي كائن وإسرائيل ثبت
عطفًا على قوله:
وعنه سهل
(١) المراد بقصر الهمزة: هي همزة البدل الواقعة قبل الباء، وهذا الوجه لورش من طريق الأزرق، وقد اختلف في مد الياء فيها كنظائره للأزرق فنص بعضهم على مدها واستثناها الشاطبي والوجهان في الطيبة. قال ابن الجزري:
...................... … وأزرق إن بعد همز حرف مد
مد له واقصر ووسط كنأى … فالآن أوتوا إى ءآمنتم رأى
لا عن منون ولا الساكن صح … بكلمة أو همز وصل في الأصح
وامنع يؤاخذ وبعادًا الأولى … خلف وآلان وإسرائيلا
(انظر: شرح طيبة النشر ٢/ ١٧٦، الإتحاف ص: ١٣٤، الهادي ١/ ١٧٦).
(٢) سبق بيان حكم دال قد، قبل صفحات قليلة مما أغنى عن إعادته هنا لقرب الموضعين.
(٣) قال ابن الجزري:
واقصر اشدد يا قسية رضى
والحجة لمن شدد أنه قال: أصلها قسيوة فلما اجتمعت الياء والواو والسابق ساكن قلبوا الواو ياء وأدغموها فالتشديد لذلك، وقال بعض اللغويين: معنى قاسية شديدة ومعنى قسية رديئة من قولهم: درهم قسي أي بهرج وقيل: معناهما لا يرق بالرحمة (شرح طيبة النشر ٢/ ١٧٦، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ج ١/ ص ١٢٩، التيسير ص ٩٩، زاد المسير ٢/ ٣١٣).
(٤) وحجة من قرأ بألف أنه بناه على "فاعلة" قياسًا على قوله: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ} (سورة البقرة آية ٧٤) وقوله: {فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ} (سورة الحديد آية ١٦) وقوله: {لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ} (سورة الزمر آية ٢٢) و "فَعَل" إنما يأتي اسم الفاعل منه على "فاعلا" في أكثر كلام العرب، وأيضًا فإن "فعيلًا" و"فاعلًا" أخوان، نحو: رحيم وراحم، وعليم وعالم، لكن في "فعيل" معنى التكرير والمبالغة، و"فاعل" أكثر في الكلام من "فعيل". ومعنى "قاسية" غليظة بائنة عن الإيمان، قد نزعت منها الرحمة والرأفة. والقراءتان متقاربتان. (الكشف عن =

<<  <  ج: ص:  >  >>