للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله تعالى: {فَنُجِّيَ مَنْ نَّشَآءُ} [١١٠] قرأ ابن عامر، وعاصم، ويعقوب بنون واحدة، وتشديد الجيم، وفتح الياء (١).

والباقون بنونين: الأولى مضمومة، والثانية ساكنة، وتخفيف الجيم، وإسكان الياء، والرسم بنون واحدة (٢).

وإذا وقف حمزة، وهشام على "نَشَاءُ" أبدلا الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر، ولهما -أيضًا- تسهيلها مع المد والقصر، والروم معهما.

قوله تعالى: {وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي} [١١١] قرأ حمزة، والكسائي، ورويس بإشمام الصاد كالزاي (٣).

* * *


(١) قال ابن الجزري:
ننجي فقل نجي (نـ) ـل (ظـ) ل (كـ) وى
وحجة من قرأ بنون واحدة أنه جعل الفعل ماضيًا، لأن القصة قد مضت، فطابق بين اللفظ والمعنى، وبين الفعل للمفعول، و "من" تقوم مقام الفاعل، ويقوي ذلك أنه قد عطف عليه فعل بني للمفعول أيضًا. وهو قوله: (ولا يُردّ)، وأيضًا فإنها في أكثر المصاحف بنون واحدة. (النشر ٢/ ٢٩٦، المحرر الوجيز ٣/ ٢٨٨، إعراب القراءات ١/ ٣١٧).
(٢) وحجة من قرأ بنونين أنه جعل الفعل حكاية عن حال يكون فيما بعد، وجعله من "أنجى" وبناه على الإخبار من الله جلّ ذكره عن نفسه، ردّا على قوله: {جَآءَهُمْ نَصْرُنَا} فأخبر عن نفسه بالنصر، كذلك أخبر عن نفسه بالإنجاء. وأيضًا فإن بعده إخبارًا أيضًا وهو قوله: {مَن نَّشَآءُ}، وقوله: {بَأْسُنَا}، فحمل "ننجي" على ما قبله وما بعده، فذلك أحسن في المطابقة واتصال بعض الكلام ببعض، واختار أبو عبيد "فنُجّي" بنون واحدة، على ما لم يسمّ فاعله، وتعقّب عليه ابن قتيبة، فاختار بنونين كقراءة الجماعة. وقال: إنما كُتبت في المصحف بنون واحدة لأن الثانية خَفيت عند الجيم، لأنك تقول: إذا أتانا مال قبضناه فنصل به من نشاء، ولا تقول: فوصل به من نشاء.
(٣) وكذا خلف العاشر وقد أهمله المؤلف، وقد اختلف في أصدق الآية وبابه وهو كل صاد ساكنة بعدها دال وهو في اثني عشر موضعا موضعان بالنساء وموضعان بالأنعام وموضعان بالأنفال ويونس وهنا بيوسف.
- والباقون بالصاد الخالصة على الأصل وهي رواية أبي الطيب وابن مقسم عن رويس والإشمام طريق الجوهري والنخاس عنه وأبدل أبو جعفر همز فئتين ياء مفتوحة كوقف حمزة، قال ابن الجزري:
والصاد كالزاي (ضـ) فا الأول (قـ) ف … وفيه والثان وذي اللام اختلف
وباب أصدق (شفا) والخلف (غـ) ـر
(النشر ٢/ ٢٤٢، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج ١/ ص ٢٤٤، التيسير ص ٩٧، إبراز المعاني ص ٤١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>