للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله تعالى: {رَحْمَتِ رَبِّكَ} [مريم: ٢] رسمت هذه التاء مجرورة، وقف عليها بالهاء: ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، ويعقوب، وأمال الهاء الكسائي في الوقف، والباقون يقفون بالتاء مجرورة على المرسوم (١).

قوله تعالى: {زَكَرِيَّا (٢) إِذْ} [مريم: ٢، ٣] قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ورويس: بتسهيل الهمزة الثانية المكسورة في الوصل (٢). وأسقط الهمزة من


= ................. وفي هجا … الفواتح كطه (ثـ) ـقّف
ووجه السكت: أنه يبين به أن الحروف كلها ليست للمعاني كالأدوات للأسماء والأفعال بل مفصولة وإن اتصلت رسمًا وليست مؤتلفة. وفي كل منها سر من أسرار الله تعالى ويلزم من سكته إظهار المدغم منها والمخفي، وقطع همزة الوصل بعدها ليبين بهذا السكت أن الحروف كلها ليست للمعاني كالأدوات للأسماء والأفعال؛ بل هي مفصولة وإن اتصلت رسمًا وليست بمؤتلفة. ويترتب على السكت لزوم المد الطويل في ميم وعدم جواز القصر فيه لأن سبب القصر وهو تحريك الميم قد زال بالسكت (إتحاف فضلاء البشر ص ١٧٠، السبعة لابن مجاهد ص ٢٠٠، المبسوط ص ١٦٠، النشر ١/ ٤٢٤، شرح طيبة النشر ٢/ ٣٣٥).
(١) الأصل اتباع الرسم لكل القراء؛ إلا أنه اختلف عنهم في أصل مطرد وكلمات مخصوصة فالأصل المطرد كل هاء تأنيث رسمت تاء نحو {رَحْمَتِ} و {نِعْمَتَ} و {شَجَرَتَ} فوقف عليها بالهاء خلافًا للرسم الكسائي وابن كثير وأبو عمرو، فالوقف على المرسوم متفق عليه ومختلف فيه والمختلف فيه انحصر في خمسة أقسام: أولها الإبدال وهو إبدال حرف بآخر فوقف ابن كثير وأبو عمرو والكسائي وكذا يعقوب بالهاء على هاء التأنيث المكتوبة بالتاء وهي لغة قريش وقعت في مواضع أولها رحمت في المواضع السبعة بالبقرة والأعراف وهود وأول مريم وفي الروم والزخرف معا. والأصل اتباع الرسم لكل القراء إلا أنه اختلف عنهم في أصل مطرد وكلمات مخصوصة فالأصل المطرد: كل هاء رسمت تاء نحو {رحمت - نعمت - شجرت} فوقف عليها خلافًا للرسم القراء المذكورون، قال ابن الجزري:
وقف لكل باتباع ما رسم … حذفا ثبوتًا أيضًا لا في الكلم
لكن حروفا عنهمو فيها إختلف … كهاء أنثي كتبت تاء قف
بالها (ر) جا (حق) وذات بهجه
(شرح طيبة النشر ٣/ ٢٢٣، النشر ٢/ ١٢٩، إتحاف فضلاء البشر ص ١٥٧، التيسير ص ٦٠).
(٢) إذا جاءت الهمزتان في كلمتين، وكانت الأولى مضمومة والثانية مكسورة؛ فإن ذلك على قسمين متفق عليه، ويقع في اثنين وعشرين موضعًا، ومختلف فيه وهو في ستة مواضع {يا زكريا} بمريم الآية ٧ في قراءة من همز {زكريا} و {النبيء إنا} معا بالأحزاب و {والنبيء إذا} بالممتحنة الآية ١٢ {والنبيء إذا} بالطلاق الآية ١ و {أسر النبيء إلى} بالتحريم الآية ٣ على قراءة نافع في الخمسة. وقد اتفقوا على تحقيق الأولى واختلفوا في الثانية، فقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو جعفر ورويس بتسهيلها واختلف عنهم في كيفية التسهيل فقال جمهور المتقدمين: تبدل واوًا خالصة مكسورة فدبروها بحركة ما قبلها، قال الداني: وهو مذهب أكثر أهل الأداء، وقال جمهور المتأخرين: تسهل بين الهمزة والياء فدبروها بحركتها فقط، قال ابن الجزري:
وعند الاختلاف الأخرى سهلن (حرم) … (حـ) ـوي (غـ) ـنا ومثل السوء إن =

<<  <  ج: ص:  >  >>