للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والباقون بالفتح.

قوله تعالى: {أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ} [٨٧] قرأ يعقوب بالياء التحتية مضمومة، وفتح الدال (١).

والباقون بالنون مفتوحة، وكسر الدال (٢).

قوله تعالى: {أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ} [٨٧] "أَنْ" هنا مقطوعة عن "لا" بخلاف، أي: في بعض المصاحف مقطوعة، وفي بعضها موصولة، أي: بلا نون.

قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} [٨٨]، قرأ ابن عامر، وشعبة بنون واحدة مضمومة، وتشديد الجيم (٣).

والباقون بنونين: الأولى مضمومة، والثانية ساكنة مخفاة عند الجيم، وتخفيف الجيم (٤).


= (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر - الدمياطي ج ١/ ص ١٤٨).
(١) قال ابن الجزري:
يقدر ياء واضممن … وافتح (ظـ) ـبى
وحجة الضم وفتح الدال على أنه مبني للمفعول من أقدر.
(٢) وحجة من قرأ بالنون وكسر الدال أنه جعله على الباء للفاعل، وإسناده إلى المعظم حقيقة (شرح طيبة النشر ٥/ ٥٩، النشر ٢/ ٣٢٤، المبسوط ص ٣٠٢، إعراب القرآن ٢/ ٣٨٠، الغاية ص ٢١١).
(٣) قال ابن الجزري:
.... ننجي احذف اشدد (لـ) ـي (مـ) ـضى … (صـ) ـن (حرم)
وحجة من قرأ بنون واحدة أنه بنى الفعل للمفعول، فأضمر المصدر، ليقوم مقام الفاعل. وفيه بُعْد من وجهين: أحدهما: أن الأصل أن يقوم المفعول مقام الفاعل دون المصدر، فكان يجب رفع "المؤمنين" وذلك مخالف للخط. والوجه الثاني: أنه كان يجب أن تفتح الياء من "نجي" لأنه فعل ماض، كما تقول: "رُمي وكُلم" فأسكن الياء. وحقُّها الفتح، فهذا الوجه بعيد في الجواز. وقيل: إن هذه القراءة على طريق إخفاء النون الثانية في الجيم. وهذا أيضًا بعيد، لأن الرواية بتشديد الجيم والإخفاء لا يكون معه تشديد. وقيل: أدغم النون في الجيم. وهذا أيضًا لا نظير له، لا تُدغم النون في الجيم في شيء من كلام العرب لبُعد ما بينهما. وإنما تَعَلّق من قرأ هذه القراءة أن هذه اللفظة في أكثر المصاحف بنون واحدة، فهذه القراءة إذا قُرئت بتشديد الجيم، وضمّ النون، وإسكان الياء غير متمكنة في العربية.
(٤) وحجة من قرأ بنونين أنه الأصل، وسكنت الياء. لأنه فعل مستقبل، وحق الياء الضمّ، فسكنَتْ لاستثقال الضم على الأصول، وانتصب "المؤمنين" بوقوع الفعل عليهم. والفعل مضاف مخبَر به عن الله جلّ ذكره. فهو المنجي من كلّ ضرّ، لا إله إلا هو، فأما وقوعها في المصاحف بنون واحدة فإنما ذلك لاجتماع المثلين في الخط، ولأن النون الثانية تخفى عند الجيم بلا اختلاف، وهو مِن "أنجى ينجي"، كما قال: {فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ} "يونس ٢٣". وكان أبو عبيد يختار القراءة بنون واحدة اتّباعًا للمصحف، على إضمار =

<<  <  ج: ص:  >  >>