للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأبو جعفر، ويعقوب: برفع التاء (١)، والباقون بالنصب (٢).

قوله تعالى: {أَسَاءُوا السُّوأَى} [١٠] قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالإمالة محضة (٣)، وقرأ أبو عمرو بالإمالة بين بين (٤)، وقرأ نافع بالفتح وبين


(١) قال ابن الجزري:
........... ثان عاقبة رفعها (سما)
حجة من رفع {عَاقِبَةَ}، وهو الاختيار، أنّه جعل {وَالْعَاقِبَةُ} اسم كان، والخبر {السُّوأَى} و {أَنْ كَذَّبُوا}، والتقدير، إذا جعلت {السُّوأَى} الخبر، ثم كان مصير السيئين السّوأى من أجل أن كذبوا، أي: كان مصيرهم دخول جهنم، وذكّر الفعل حملًا على المعنى، لأن العاقبة والمصير سواء في المعنى. وأيضا فإن تأنيث {وَالْعَاقِبَةُ} غير حقيقي، لأنه مصدر، وأيضًا فإن {وَالْعَاقِبَةُ} لما كانت في المعنى هي دخول جهنّم، لأن الخبر هو الاسم في المعنى حمَلَ التذكير على تذكير الدخول كالأول، فإن جعلت {أَنْ كَذَّبُوا} هو الخبر حملتَ تذكير الفعل على تذكير التكذيب، لأنه هو اسم كان في المعنى، إذ اسمها هو خبرها في المعنى كالابتداء والخبر، فإذا جعلت {أَنْ كَذَّبُوا} هو الخبر كان التقدير. ثم كان مصير الذين أساءوا إساءة، للتكذيب لِما جاء به محمد عليه السلام.
(النشر ٢/ ٣٤٤، شرح طيبة النشر ٥/ ١٣١، المبسوط ص ٣٤٨، السبعة ص ٥٠٦، إعراب القرآن ٢/ ٥٨٢).
(٢) وحجة من قرأ بالنصب أنه جعل {عَاقِبَةُ} خبر {كَانَ} مقدّمًا على اسمها، واسمها {السُّوأَى}، تقديره: ثم كانت السُّوأى عاقبة الذين، و {السُّوأَى} جهنم أعاذنا الله منها، أي: ثم كان دخول جهنم عاقبة الذين كفروا من أجل أن كذبوا، فيذَكّر الفعل لتذكير الدخول الذي هو اسم كان على الحقيقة، ويجوز أن يكون اسم كان {أَنْ كَذَّبُوا}، ويكون {السُّوأَى} مصدرًا كالرُّجعى والبُشرى، ويكون التقدير: ثم كان التكذيب عاقبة الذبن أساءوا إساءة، فيذكر الفعل لتذكير التكذيب الذي هو اسم كان (النشر ٢/ ٣٤٤، شرح طيبة النشر ٥/ ١٣١، المبسوط ص ٣٤٨، السبعة ص ٥٠٦، إعراب القرآن ٢/ ٥٨٢، زاد المسير ٦/ ٢٩١، وتفسير ابن كثير ٣/ ٤٢٧، وتفسير النسفي ٣/ ٢٦٧).
(٣) هناك قاعدة مطردة؛ وهي أن حمزة والكسائي وخلف البزار أمالوا جميع الألفات المنقلبة عن ياء، وما كان منها على وزن فعلى مثلثة الفاء، وما كان منها على وزن فعالى بضم الفاء وفتحها، فأمال هؤلاء ألفات التأنيث كلها وهي زائدة رابعة فصاعدًا دالة على مؤنث حقيقي أو مجازي في الواحدة والجمع اسمًا كان أو صفة، وهو معنى قول التيسير: مما ألفه للتأنيث وهي محصورة فيما ذكره ابن الجزري بقوله:
وكيف فَعْلَى وفُعَالى ضمه … وفتحهُ وما بياء رسمه
(النشر ٢/ ٣٥، ٣٦، وشرح طيبة النشر ٣/ ٥٥، ٥٦).
(٤) أراد المؤلف من قوله: وأمال أبو عمرو بين بين التقليل وهو الإمالة الصغرى وقد يعبر عنها بلفظ بين بين، أو بين اللفظين، وكثيرًا ما يذكر المؤلف هذه العبارة عند ذكره للتقليل عن الأزرق أو أبي عمرو مما يوهم القارئ أن المراد بقوله بين بين شيء، والمراد بقوله بين اللفظين شيء آخر، وليس الأمر كذلك بل هي =

<<  <  ج: ص:  >  >>