قال: فتجيء في الحديث غسل الوجه مرتين فلا أدري أهكذا كان، ثم مسح بناصيته ومسح على العمامة ومسح على الخفين، ثم ركبنا فأدركنا الناس وقد أقيمت الصلاة، فتقدمهم عبد الرحمن بن عوف وقد صلى ركعة وهم في الثانية، فذهبت أوذنه فنهاني، فصلينا الركعة التي أدركنا وقضينا التي سبقتنا.
قال بن سعد: فذكرت هذا الحديث لمحمد بن عمر قال: كان هذا في غزوة تبوك، وكان المغيرة يحمل وضوء رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وقال النبي، صلى الله عليه وسلم، حين صلى خلف عبد الرحمن بن عوف: ما قبض نبي قط حتى يصلي خلف رجل صالح من أمته.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني سعيد بن مسلم بن قماذين عن عطاء بن أبي رباح عن بن عمر قال: بعث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عبد الرحمن بن عوف في سبعمائة إلى دومة الجندل وذلك في شعبان سنة ست من الهجرة، فنقض عمامته بيده ثم عممه بعمامة سوداء فأرخى بين كتفيه منها، فقدم دومة فدعاهم إلى الإسلام فأبوا ثلاثا ثم أسلم الأصبغ بن عمرو الكلبي، وكان نصرانيا، وكان رأسهم فبعث عبد الرحمن فأخبر النبي، صلى الله عليه وسلم، بذلك فكتب إليه أن تزوج تماضر بنت الأصبغ، فتزوجها عبد الرحمن وبنى بها وأقبل بها وهي أم أبي سلمة بن عبد الرحمن.