[ذكر خروج رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر إلى المدينة للهجرة]
أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قال: وحدثني ابن أبي حبيبة عن داود بن الحصين بن أبي غطفان عن ابن عباس قال: وحدثني قدامة بن موسى عن عائشة بنت قدامة قال: وحدثني عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي قال: وحدثني معمر عن الزهري عن عبد الرحمن ابن مالك بن جعشم عن سراقة بن جعشم، دخل حديث بعضهم في حديث بعض، قالوا: لما رأى المشركون أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قد حملوا الذراري والأطفال الى الأوس والخزرج عرفوا أنها دار منعة وقوم أهل حلقة وبأس، فخافوا خروج رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فاجتمعوا في دار الندوة، ولم يتخلف أحد من أهل الرأي والحجى منهم ليتشاوروا في أمره، وحضرهم إبليس في صورة شيخ كبير من أهل نجد مشتمل الصماء في بت، فتذاكروا أمر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فأشار كل رجل منهم برأي، كل ذلك يرده إبليس عليهم ولا يرضاه لهم، إلى أن قال أبو جهل: أرى أن نأخذ من كل قبيلة من قريش غلاماً نهداً جليداً، ثم نعطيه سيفاً صارماً فيضربونه ضربة رجل واحد، فيتفرق دمه في القبائل، فلا يدري بنو عبد مناف بعد ذلك ما تصنع، قال: فقال النجدي: لله در الفتى! هذا والله الرأي وإلا فلا، فتفرقوا على ذلك وأجمعوا عليه، وأتى جبريل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فأخبره الخبر وأمره أن لا ينام في مضجعه تلك الليلة، وجاء رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إلى أبي بكر فقال: إن الله، عز وجل، قد أذن لي في الخروج، فقال أبو