ثم قال: اللهم إني أعاهدك لئن أبقيتني إلى يوم الجمعة لا تكلمن بما سمعت من رسول الله لا أخاف فيه لومة لائم. قال لما قال ذلك انصرفت عنه وجعلت أنتظر الجمعة، فلما كان يوم الخميس خرجت لبعض حاجتي فإذا السكك عاصة من الناس لا أجد سكة إلا يلقاني فيها الناس. قال قلت: ما شأن الناس؟ قالوا: إنا نحسبك غريبا، قال قلت: أجل، قالوا: مات سيد المسلمين أبي بن كعب. قال جندب: فلقيت أبا موسى بالعراق فحدثته حديث أبي قال: والهفاه! لو بقي حتى تبلغنا مقالته.
قال محمد بن عمر: هذه الأحاديث في موت أبي على أنه مات في خلافة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، فيما رأيت أهله وغير واحد من أصحابنا يقولون سنة ثنتين وعشرين بالمدينة، وقد سمعت من يقول مات في خلافة عثمان بن عفان، رضي الله عنه، سنة ثلاثين، وهو أثبت هذه الأقاويل عندنا، وذلك أن عثمان بن عفان أمره أن يجمع القرآن.
أخبرنا عارم بن الفضل قال: أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب وهشام عن محمد بن سيرين أن عثمان بن جمع اثني عشر رجلا من قريش والأنصار فيهم أبي بن كعب وزيد بن ثابت في جمع القرآن.
[أنس بن معاذ]
ابن أنس بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار، وأمه أم أناس بنت خالد بن خنيس بن لوذان بن عبد ود من بني ساعدة من الأنصار. شهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ومات في خلافة عثمان بن عفان، رضي الله عنه، وليس له عقب. هذا قول محمد بن عمر، وأما عبد الله بن محمد