فقال: أقبل مصعب بن عمير ذات يوم والنبي، صلى الله عليه وسلم، جالس في أصحابه عليه قطعة نمرة قد وصلها بإهاب قد ردنه ثم وصله إليها، فلما رآه أصحاب النبي، صلى الله عليه وسلم، نكسوا رؤوسهم رحمة له ليس عندهم ما يغيرون عنه، فسلم فرد عليه النبي، صلى الله عليه وسلم، وأحسن عليه الثناء وقال: الحمد لله ليقلب الدنيا بأهلها، لقد رأيت هذا، يعني مصعبا، وما بمكة فتى من قريش أنعم عند أبويه نعيما منه، ثم أخرجه من ذلك الرغبة في الخير في حب الله ورسوله.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه قال: كان مصعب بن عمير لي خدنا وصاحبا منذ يوم أسلم إلى أن قتل، رحمه الله، بأحد خرج معنا إلى الهجرتين جميعا بأرض الحبشة، وكان رفيقي من بين القوم فلم أر رجلا قط كان أحسن خلقا ولا أقل خلافا منه.
ذكر بعثة رسول الله، صلى الله عليه وسلم،
إياه إلى المدينة ليفقه الأنصار
قال: أخبرنا هشام بن عبد الملك أبو الوليد الطيالسي قال: أخبرنا شعبة قال: أنبأنا أبو إسحاق، سمعت البراء بن عازب يقول: أول من قدم علينا من أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مصعب بن عمير وابن أم مكتوم، يعني في الهجرة إلى المدينة.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عبد الجبار بن عمارة قال: سمعت عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم يقول: لما هاجر مصعب بن عمير من مكة إلى المدينة نزل على سعد بن معاذ.