هذا فوالله لا أرجع إليها أبدا! فأبى عمر إلا أن يرده إليها فرده فمات بالطريق. وكان عمله على البصرة ستة أشهر، أصابه بطن فمات بمعدن بني سليم فقدم سويد غلامه بمتاعه وتركته على عمر بن الخطاب وذلك في سنة سبع عشرة، وكان عتبة بن غزوان يوم مات بن سبع وخمسين سنة.
[بريدة بن الحصيب]
بن عبد الله بن الحارث بن الأعرج بن سعد بن رزاح بن عدي بن سهم بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم بن أفصى، ويكنى بريدة أبا عبد الله.
وأسلم حين مر به النبي، صلى الله عليه وسلم، إلى الهجرة وأقام في بلاد قومه فلم يشهد بدرا، ثم هاجر إلى المدينة فلم يزل بها مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وغزا معه مغازيه بعد ذلك حتى قبض النبي، صلى الله عليه وسلم، وفتحت البصرة ومصرت فتحول إليها واختط بها وبنى بها دارا ثم خرج منها غازيا إلى خراسان في خلافة عثمان بن عفان فلم يزل بها حتى مات بمرو في خلافة يزيد بن معاوية وبقي ولده بها وقدم من ولده قوم فنزلوا بغداد فماتوا بها.
قال: أخبرنا هاشم بن القاسم أبو النضر قال: حدثنا شعبة قال: حدثنا محمد بن أبي يعقوب الضبي قال: حدثني من سمع بريدة الأسلمي وراء نهر بلخ وهو يقول: لا عيش إلا طراد الخيل.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: أخبرنا عاصم الأحول قال: قال مورق: أوصى بريدة الأسلمي أن توضع في قبره جريدتان. فكان مات بأدنى خراسان فلم توجد إلا في جوالق حمار. وتوفي بريدة بن الحصين بخراسان سنة ثلاث وستين في خلافة يزيد بن معاوية.