معيط يصدقهم، فأقام عندهم عشرا وانصرف راضيا. وجعله رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على مقاسم حنين واستعمله على حرسه بتبوك من يوم قدم إلى أن رحل. وكان أقام بها عشرين يوما. وشهد يوم اليمامة وكان له يومئذ بلاء وغناء ومباشرة للقتال وطلب للشهادة حتى قتل يومئذ شهيدا سنة اثنتي عشرة، وهو يومئذ بن خمس وأربعين سنة.
أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني سعيد بن محمد بن أبي زيد عن ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه عن جده قال: سمعت عباد بن بشر يقول: يا أبا سعيد رأيت الليلة كأن السماء قد فرجت لي ثم أطبقت علي فهي إن شاء الله الشهادة، قال قلت: خيرا والله رأيت، قال: فأنظر إليه يوم اليمامة وإنه ليصيح بالأنصار: احطموا جفون السيوف وتميزوا من الناس. وجعل يقول: أخلصونا أخلصونا، فأخلصوا أربعمائة رجل من الأنصار ما يخالطهم أحد يقدمهم عباد بن بشر وأبو دجانة والبراء بن مالك حتى انتهوا إلى باب الحديقة فقاتلوا أشد القتال، وقتل عباد بن بشر، رحمه الله، فرأيت بوجهه ضربا كثيرا ما عرفته إلا بعلامة كانت في جسده.
[سلمة بن ثابت]
ابن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل وأمه ليلى بنت اليمان، وهو حسيل بن جابر، وهي أخت حذيفة بن اليمان حلفاء بني عبد الأشهل. شهد سلمة بنت ثابت بدرا وشهد يوم أحد فقتل يومئذ شهيدا، قتله أبو سفيان بن حرب بن أمية وذلك في شوال على رأس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة، وقتل معه يوم أحد ثابت بن وقش وعمه رفاعة بن وقش شهيدين مع