ثم إن خالدا أقبل هو وأصحابه وقد فرغ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من وقعة بدر، فأقبل يمشي ومعه ابنته، فقال: يا رسول الله لم نشهد معك بدرا، فقال: أوما ترضى يا خالد أن يكون للناس هجرة ولكم هجرتان ثنتان؟ قال: بلى يا رسول الله، قال: فذاك لكم. ثم إن خالدا قال لابنته: اذهبي إلى عمك، اذهبي إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فسلمي عليه. فذهبت الجويرية حتى أتته من خلفه فأكبت عليه، وعليها قميص اصفر، فأشارت به إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، تريه سنه سنه سنه، يعني حسن يعني بالحبشية أبلي وأخلفي ثم أبلي وأخلقي.
[عمرو بن سعيد]
ابن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، وأمه صفية بنت المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، ولم يكن له عقب.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة عن عبد الله بن عمرو بن سعيد بن العاص قال: لما أسلم خالد بن سعيد وصنع به أبوه أحيحة ما صنع فلم يرجع خالد عن دينه ولزم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حتى خرج إلى الحبشة في الهجرة الثانية غاظ ذلك أبا أحيحة وغمه وقال: لأعتزلن في مالي لا أسمع شتم آبائي ولا عيب آلهتي هو أحب إلي من المقام مع هؤلاء الصباة. فاعتزل في ماله بالظريبة نحو الطائف. وكان ابنه عمرو بن سعيد على دينه، وكان يحبه ويعجبه، فقال أبوه أحيحة: قال محمد بن عمر فيما أنشدني المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي:
ألا ليت شعري عنك يا عمرو سائلا … إذا شب واشتدت يداه وسلحا