أربعين ألفاً بنوذ ورأى آدم فيهم الزنا وشرب الخمر والفساد، فأوصى أن لا يناكح بنو شيث بني قابيل، فجعل بنو شيث آدم في مغارة وجعلوا عليه حافظاً لا يقرأ أحدا من بني قابيل، وكان الذين يأتونه ويستغفرون له بنو شيث، فكان عمر آدم تسعمائة سنة وستاً وثلاثين سنة، فقال مائة من بني شيث صباح: لو نظرنا ما فعل بنو عمنا، يعنون بني قابيل، فهبطت المائة إلى نساء قباح من بني قابيل، فأحبس النساء الرجال ثم مكثوا ما شاء الله، ثم قال مائة آخرون: لو نظرنا ما فعل إخوتنا، فهبطوا من الجبل إليهم فاحتبسهم النساء، ثم هبط بنوا شيث كلهم، فجاءت المعصية وتناكحوا واختلطوا وكثر بنو قابيل حتى ملأوا الأرض، وهم الذين غرقوا أيام نوح.
وولد شيث بن آدم أنوش ونفراً كثيراً وإليه أوصى شيث، فولد أنوش قينان ونفراً كثيراً وإليه الوصية، فولد قينان مهلاليل ونفراً معه وإليه الوصية، فولد مهلاليل يرذ، وهو اليارذ، ونفراً معه وإليه الوصية، وفي زمانه عملت الأصنام ورجع من رجع عن الإسلام، فولد يرذ خنوخ وهو إدريس النبي عليه السلام ونفرا معه.
[ذكر حواء]
قال: أخبرنا حجاج بن محمد عن بن جريج عن مجاهد في قوله: وخلق منها زوجها؛ قال: خلق حواء من قصيري آدم، صلى الله عليه وسلم؛ والقصيري: الضلع الأقصر؛ وهو نائم، فاستيقظ فقال: أثا! امرأة بالنبطية.
قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي، أخبرنا سفيان بن سعيد الثوري عن أبيه عن مولى لابن عباس عن ابن عباس قال: إنما سميت حواء