للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم قالت: ما أدري! ثم أعرض عنها حتى إذا أثقلت أتاها فقال: كيف تجدينك يا حواء؟ قالت: إني لأخاف أن يكون كالذي خوفتني، ما أستطيع القيام إذا قمت، قال: أفرأيت إن دعوت الله فجعله إنساناً مثلك ومثل آدم تسميه بي؟ قالت: نعم، فانصرف عنها؛ وقالت لآدم: لقد أتاني آتٍ فأخبرني أن الذي في بطني بهيمة من هذه البهائم، وإني لأجد له ثقلاً وأخشى أن يكون كما؛ قال فلم يكن لآدم ولا لحواء هم غيره حتى وضعته فذلك قول الله، تبارك وتعالى: دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين؛ فكان هذا دعاؤهما قبل أن تلد، فلما ولدت غلاماً سوياً أتاها فقال لها: ألا سميته كما وعدتني؟ قالت: وما اسمك؟ وكان اسمه عزازيل، ولو تسمى به لعرفته، فقال: اسمي الحارث، فسمته عبد الحارث فمات، يقول الله: لما أتاهما صالحاً جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون؛ وأوحى الله إلى آدم: أن لي حرماً بحيال عرشي، فانطلق فابن لي بيتاً فيه، ثم حف به كما رأيت ملائكتي يحفون بعرشي، فهنالك أستجيب لك ولولدك من كان منهم في طاعتي، فقال آدم: أي ربي وكيف لي بذلك: لست أقوى عليه ولا أهتدي له، فقيض الله له ملكاً فانطلق به نحو مكة فكان آدم إذا مر بروضة ومكان يعجبه قال للملك: انزل بنا ههنا، فيقول له الملك: مكانك، حتى قدم مكة فكان كل مكان نزل به عمراناً وكان كل مكان تعداه مفاوز وقفاراً فبنى البيت من خمسة أجبل: من طور سينا، وطور زيتون، ولبنان، والجودي، وبنى قواعده من حراء، فلما فرغ من بنائه خرج به الملك إلى عرفات فأراه المناسك كلها التي يفعلها الناس اليوم ثم قدم به مكة فطاف بالبيت أسبوعاً ثم رجع إلى أرض الهند فمات على نوذ، فقال شيث لجبريل: صل على آدم، فقال: تقدم أنت فصل على أبيك وكبر عليه ثلاثين تكبيرة، فأما خمس وهي الصلاة وخمس وعشرون تفضيلا لآدم، ولم يمت آدم حتى بلغ ولده وولد ولده

<<  <  ج: ص:  >  >>