وأمه وهم يعذبون، فقال ياسر: الدهر هكذا، فقال له رسول الله، صلى الله عليه وسلم: اصبر، اللهم اغفر لآل ياسر وقد فعلت.
قال: أخبرنا الفضل بن عنبسة الخزاز الواسطي قال: حدثنا شعبة عن أبي بشر عن يوسف المكي أن النبي، صلى الله عليه وسلم، مر بعمار وأبي عمار وأمه وهم يعذبون بالبطحاء فقال: اصبروا يا آل عمار فإن موعدكم الجنة.
[الحكم بن كيسان]
مولى لبني مخزوم، وكان الحكم في عير قريش التي أصابها عبد الله ابن جحش بنخلة فأسر.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني علي بن يزيد عن أبيه عن عمته عن أمها كريمة بنت المقداد عن أبيها المقداد بن عمرو قال: أنا أسرت الحكم بن كيسان فأراد أميرنا ضرب عنقه فقلت: دعه! نقدم به على رسول الله، صلى الله عليه وسلم. فقدمنا فجعل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يدعوه إلى الإسلام فأطال، فقال عمر: علام تكلم هذا يا رسول الله؟ لا يسلم هذا آخر الأبد، دعني أضرب عنقه ويقدم إلى أمه الهاوية. فجعل النبي لا يقبل على عمر حتى أسلم الحكم فقال عمر: فما هو إلا أن رأيته قد أسلم حتى أخذني ما تقدم وما تأخر وقلت: كيف أرد على النبي، صلى الله عليه وسلم، أمرا هو أعلم به مني ثم أقول إنما أردت بذلك النصيحة لله ولرسوله؟ فقال عمر: فأسلم والله فحسن إسلامه وجاهد في الله حتى قتل شهيدا ببئر معونة، ورسول الله، صلى الله عليه وسلم، راض عنه ودخل الجنان.