بن أبي الزناد ويكنى أبا عبد الله، وكان بينه وبين أبيه في السن سبع عشرة سنة، وفي الموت إحدى وعشرون ليلة، ودفنا في مقابر باب التبن.
أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرني عبد الرحمن بن أبي الزناد قال: لحقني أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم فقال: يا عبد الرحمن ولد لك؟ قال قلت: نعم، قال: ابن كم أنت؟ قلت: ابن سبع عشرة سنة. قال: وأنا ولد لي محمد وأنا ابن سبع عشرة سنة.
قال محمد بن عمر: وكان محمد بن عبد الرحمن قد لقي رجال أبيه علقمة وشريك بن عبد الله بن أبي نمر وكل رجال أبيه غير أبي الزناد، وكان يسأل أن يحدث فيأبى ويقول: أحدث وأبي حي؟ إلا الخاصة به في الحديث بعد الحديث. وكان بارا بأبيه معظما له هائبا له. قال رأيته يوما وقد أصابته الخاصرة وإنه على الباب لجالس ينتظر أن يأذن له أبوه فينصرف، وإنه لمبلغ من الخاصرة حتى خرج رسول أبيه فقال: انصرف، فانصرف. قال فقلت له: لو ذهبت. قال: سبحان الله إذا جاء حد الضرورة. قال: لو مكثت كم ما شاء الله لا يأذن لي ما ذهبت حتى يأذن لي. قال وكان في محمد بن عبد الرحمن خصال لا تستغني عن واحدة منهن، الخصلة منهن تكون في الرجل فيكون من الكلمة: قراءة القرآن وقراءة السنة والعربية والعروض والحساب ووضع الكتب في البروات والسجلات وأذكار الحقوق.
قال محمد بن عمر: سمعت محمد بن عمران الطلحي قاضينا وأتي بكتاب يقرأ عليه فقال: اعرض على محمد بن عبد الرحمن، فقيل: لا. فقال: اذهب به فاعرضه عليه ثم جئني به. قال وكان أعلم الناس بحساب القسم والفرائض وبحسابها وبقسمها وبالحديث إتقانا له ومعرفة به.