فكان يعرض علي الإسلام ويقول: إنك لو أسلمت استعنت بك على أمانتي فإنه لا يحل لي أن أستعين بك على أمانة المسلمين ولست على دينهم. فأبيت عليه فقال: لا إكراه في الدين. فلما حضرته الوفاة أعتقني وأنا نصراني وقال: اذهب حيث شئت. قلت لشريك: سمعه أبو هلال من أسق. قال: زعم ذاك.
[الربيع بن زياد]
ابن أنس بن الديان، وهو يزيد بن قطن بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب من مذحج. روى عن عمر بن الخطاب. وكان عمر يقول: دلوني على رجل إذا كان في القوم وهو أمير فكأنه ليس بأمير، وإذا كان فيهم وهو غير أمير فكأنه أمير. فقالوا: ما نعلمه إلا الربيع بن زياد بن أنس. وكان متواضعا خيرا وقد ولي خراسان وفتح عامتها، وكان له أخ يقال له المهاجر بن زياد، وكان صالحا وقتل مع أبي موسى الأشعري شهيدا يوم تستر، وله يقول القائل:
ويوم قام أبو موسى بخطبته … راح المهاجر في حل بإجمال
فالبيت بيت بني الديان نعرفه … في آل مذحج مثل الجوهر الغالي قال وكان المهاجر أراد يوم تستر أن يشري نفسه لله، وكان صائما، فجاء أخ له إلى أبي موسى فأخبره بما كان فقال: أعزم على كل من كان صائما أن يفطر. فأفطر المهاجر ثم راح فقتل.
قال: أخبرنا عبد الله بن عمرو أبو معمر المنقري قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد عن الحسين بن ذكوان المعلم عن بن بريدة في حديث