الحارث بن عوف، فقالوا: يا رسول الله، إنا قومك وعشيرتك، ونحن قوم من بني لؤي بن غالب، فتبسم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ثم قال: أين تركت أهلك؟ قال: بسلاح وما والاها، قال: وكيف البلاد؟ قال: والله إنا لمسنتون، فادع الله لنا، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: اللهم اسقهم الغيث، وأمر بلالاً أن يجيزهم، فأجازهم بعشر أواقٍ، عشر أواقٍ فضة، وفضل الحارث بن عوف أعطاه اثنتي عشرة أوقية، ورجعوا إلى بلادهم فوجدوها قد مطرت في اليوم الذي دعا لهم رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
[وفد ثعلبة]
أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم عن رجل من بني ثعلبة عن أبيه قال: لما قدم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من الجعرانة سنة ثمان قدمنا عليه أربعة نفر وقلنا: نحن رسل من خلفنا من قومنا، ونحن وهم مقرون بالإسلام، فأمر لنا بضيافة وأقمنا أياماً ثم جئناه لنودعه، فقال لبلال: أجزهم كما تجيز الوفد، فجاء بنقر من فضة وأعطى كل رجلٍ منا خمس أواقٍ، قال ليس عندنا دراهم، فانصرفنا إلى بلادنا.