سفيان قال: حججت مع عمي سفيان آخر حجة حجها سنة سبع وتسعين ومائة، فلما كنا بجمع وصلى استلقى على فراشه ثم قال: قد وافيت هذا الموضع سبعين عاما أقول في كل سنة: اللهم لا تجعله آخر العهد من هذا المكان، وإني قد استحييت الله من كثرة ما أسأله ذلك. فرجع فتوفي في السنة الداخلة يوم السبت أول يوم من رجب سنة ثمان وتسعين ومائة، ودفن بالحجون. وكان ثقة ثبتا كثير الحديث حجة. وتوفي وهو بن إحدى وتسعين سنة.
[داود بن عبد الرحمن]
العطار.
قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي المكي قال: كان عبد الرحمن أبو داود العطار نصرانيا، وكان رجلا من أهل الشام، وكان يتطبب. فقدم مكة فنزلها وولد له بها أولاد فأسلموا، وكان يعلمهم الكتاب والقرآن والفقه، ووالى آل جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف. وولد داود بن عبد الرحمن سنة المائة، وكان أبوه عبد الرحمن يجلس في أصل منارة المسجد الحرام من قبل الصفا، فكان يضرب به المثل يقال: أكفر من عبد الرحمن، لقربه من الأذان والمسجد ولحال ولده وإسلامهم، وكان يسلمهم في الأعمال السرية ويحثهم على الأدب ولزوم أهل الخير من المسلمين. وهلك داود بن عبد الرحمن بمكة سنة أربع وسبعين ومائة، وكان كثير الحديث.