قال: أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه قال: لما هلك قصي بن كلاب، قام عبد مناف بن قصي على أمر قصي بعده، وأمر قريش إليه، واختط بمكة رباعاً بعد الذي كان قصي قطع لقومه، وعلى عبد مناف اقتصر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حين أنزل الله، تبارك وتعالى، عليه: وأنذر عشيرتك الأقربين.
قال: أخبرنا هشام بن محمد قال: فحدثني أبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: لما أنزل الله تعالى على النبي، صلى الله عليه وسلم: وأنذر عشيرتك الأقربين؛ خرج حتى علا المروة ثم قال: يال فهرٍ! فجاءته قريش فقال أبو لهب بن عبد المطلب: هذه فهر عندك فقل، فقال: يال غالب! فرجع بنو محارب وبنو الحارث ابنا فهر، فقال: يال لؤي بن غالب! فرجع بنو تيم الأدرم بن غالب، فقال: يال كعب بن لؤي! فرجع بنو عامر بن لؤي، فقال: يال مرة بن كعب! فرجع بنو عدي ابن كعب وبنو سهم وبنو جمح ابنا عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي، فقال: يال كلاب بن مرة! فرجع بنو مخزوم بن يقظة بن مرة وبنو تيم ابن مرة، فقال: يال قصي! فرجع بنو زهرة بن كلاب، فقال: يال عبد مناف! فرجع بنو عبد الدار بن قصي وبنو أسد بن عبد العزى بن قصي، وبنو عبد بن قصي فقال أبو لهب: هذه بنو عبد مناف عندك فقل، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: إن الله قد أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين وأنتم الأقربون من قريشٍ وإني لا أملك لكم من الله حظاً ولا من الآخرة نصيباً إلا أن تقولوا لا اله الا الله فأشهد بها لكم عند ربكم وتدين لكم بها العرب وتذل لكم بها العجم، فقال أبو لهب: تباً لك! فلهذا دعوتنا! فأنزل الله: تبت يدا أبي لهبٍ؛