فيه جعل يقول في مرضه: ما زلت أجد من الأكلة التي أكلتها يوم خيبر عدادا حتى كان هذا أوان انقطاع أبهري، وهو عرق في الظهر، وتوفي رسول الله، صلى الله عليه وسلم، شهيدا، صلوات الله عليه ورحمته وبركاته ورضوانه.
ذكر خروج رسول الله، صلى الله عليه وسلم،
إلى البقيع واستغفاره لأهله والشهداء
أخبرنا معن بن عيسى، أخبرنا مالك بن أنس عن بن أبي علقمة عن أمه أنها قالت: سمعت عائشة تقول: قام رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ذات ليلة فلبس ثيابه ثم خرج، فأمرت خادمتي بريرة فتبعته، حتى إذا جاء البقيع وقف في أدناه ما شاء الله أن يقف، ثم انصرف فسبقته بريرة فأخبرتني فلم أذكر له شيئا حتى أصبح ثم ذكرت ذلك له فقال: إني بعثت إلى أهل البقيع لأصلي عليهم.
أخبرنا نوح بن يزيد المؤدب ومحمد بن الصباح قالا: أخبرنا شريك عن عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن عائشة قالت: فقدت النبي، صلى الله عليه وسلم، من الليل فتبعته فإذا هو بالبقيع فقال: السلام عليكم دار قوم مؤمنين! أنتم لنا فرط وإنا بكم لاحقون! اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم! قالت: ثم التفت إلي فقال: ويحها لو تستطيع ما فعلت!
أخبرنا سعيد بن سليمان، أخبرنا إسماعيل بن جعفر المدني، وأخبرنا خالد بن خداش، أخبرنا عبد العزيز بن محمد الداروردي جميعا عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن عطاء بن يسار عن عائشة قالت: كان رسول الله