دار عبد الله بن جدعان، فصنع لهم طعاماً فتعاقدوا وتعاهدوا بالله القائل: لنكونن مع المظلوم حتى يؤدى إليه حقه ما بل بحر صوفة، وفي التآسي في المعاش، فسمت قريش ذلك الحلف حلف الفضول.
قال: وأخبرنا محمد بن عمر قال: فحدثني محمد بن عبد الله عن الزهري عن طلحة بن عبد الله بن عوف عن عبد الرحمن بن أزهر عن جبير بن مطعم قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ما أحب أن لي بحلف حضرته بدار ابن جدعان حمر النعم وأني أغدر به، هاشم وزهرة وتيم تحالفوا أن يكونوا مع المظلوم ما بل بحر صوفةً ولو دعيت به لأجبت وهو حلف الفضول. قال محمد بن عمر: ولا نعلم أحداً سبق بني هاشم بهذا الحلف.
[ذكر خروج رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إلى الشأم في المرة الثانية]
قال: أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي، أخبرنا موسى بن شيبة عن عميرة بنت عبيد الله بن كعب بن مالك عن أم سعد بنت سعد بن الربيع عن نفيسة بنت منية أخت يعلى بن منية قالت: لما بلغ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، خمساً وعشرين سنة قال له أبو طالب: أنا رجل لا مال لي وقد اشتد الزمان علينا، وهذه عير قومك وقد حضر خروجها إلى الشأم وخديجة بنت خويلد تبعث رجالاً من قومك في عيراتها، فلو جئتها فعرضت نفسك عليها لأسرعت إليك، وبلغ خديجة ما كان من محاورة عمه له، فأرسلت إليه في ذلك وقالت له: أنا أعطيك ضعف ما أعطي رجلاً من قومك.