صلى الله عليه وسلم، في سرية فلما دنونا من الحصن سمعنا ضوضاء أهله فاستحثثت فرسي فأتيتهم فقلت: قولوا لا إله إلا الله تحترزوا، فقالوا: لا إله إلا الله، فقال أصحابنا: حرمتنا الغنيمة بعد أن بردت في أيدينا، فلما قدمنا على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أخبر بذلك فحسن لي ما صنعت وقال لي: إن لك من الأجر بعدد كل إنسان منهم كذا وكذا، ثم قال: أكتب لك كتابا أوصي بك أئمة المسلمين بعدي، قال: فكتب لي كتابا وختمه، فلما قبض النبي، صلى الله عليه وسلم، أتيت أبا بكر بالكتاب ففضه وأعطاني شيئا ثم ختمه، فلما قبض أبو بكر أتيت عمر بن الخطاب بالكتاب ففضه وقرأه فأعطاني شيئا ثم ختمه، فلما استخلف عمر بن عبد العزيز بعث إلى الحارث بن مسلم فأتاه فأعطاه شيئا وقال: لو أردت لوصلت إليك، ولكني أردت أن تحدثني بحديثك عن أبيك عن النبي، صلى الله عليه وسلم، فحدثته به.
[مالك بن هبيرة السلمي]
أخبرنا عبد الله بن نمير عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله اليزني عن مالك بن هبيرة السلمي، وكانت له صحبة، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: ما صفت صفوف ثلاثة على ميت إلا وجب.