عبد الله وسمى عزيزاً عبد الرحمن؛ وأهدى هانئ بن حبيب لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، راوية خمر وأفراساً وقباء مخوصاً بالذهب، فقبل الأفراس والقباء وأعطاه العباس بن عبد المطلب، فقال: ما أصنع به؟ قال: انتزع الذهب فتحليه نساءك أو تستنفقه ثم تبيع الديباج فتأخذ ثمنه. فباعه العباس من رجل من يهود بثمانية آلاف درهم؛ وقال تميم: لنا جيرة من الروم لهم قريتان يقال لإحداهما حبرى، والأخرى بيت عينون، فإن فتح الله عليك الشأم فهبهما لي، قال: فهما لك، فلما قام أبو بكر أعطاه ذلك، وكتب له كتاباً؛ وأقام وفد الداريين حتى توفي رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأوصى لهم بحاد مائة وسق.
[وفد الرهاويين حي من مذحج]
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني أسامة بن زيد عن زيد بن طلحة التيمي قال: قدم خمسة عشر رجلاً من الرهاويين، وهم حي من مذحج، على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، سنة عشر، فنزلوا دار رملة بنت الحارث، فأتاهم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فتحدث عندهم طويلاً، وأهدوا لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، هدايا، منها فرس يقال له المرواح، وأمر به فشور بين يديه فأعجبه، فأسلموا وتعلموا القرآن والفرائض، وأجازهم كما يجيز الوفد، أرفعهم أثنتي عشرة أوقية ونشاً، وأخفضهم خمس أواق، ثم رجعوا إلى بلادهم، ثم قدم منهم نفر فحجوا مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من المدينة، وأقاموا حتى توفي رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فأوصى لهم بحاد مائة وسق بخيبر في الكتيبة جارية عليهم وكتب لهم كتاباً، فباعوا ذلك في زمان معاوية.