قالوا: وقدم على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مطرف بن الكاهن الباهلي بعد الفتح وافداً لقومه فأسلم وأخذ لقومه أماناً، وكتب له رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كتاباً فيه فرائض الصدقات، ثم قدم نهشل بن مالك الوائلي من باهلة على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وافداً لقومه فأسلم، وكتب له رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ولمن أسلم من قومه كتاباً فيه شرائع الإسلام، وكتبه عثمان بن عفان، رضي الله تعالى عنه.
[وفد سليم]
قالوا: وقدم على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، رجل من بني سليم يقال له قيس بن نسيبة، فسمع كلامه وسأله عن أشياء فأجابه ووعى ذلك كله، ودعاه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إلى الإسلام فأسلم، ورجع إلى قومه بني سليم فقال: قد سمعت ترجمة الروم، وهيمنة فارس، وأشعار العرب، وكهانة الكاهن، وكلام مقاول حمير، فما يشبه كلام محمد شيئاً من كلامهم، فأطيعوني وخذوا بنصيبكم منه. فلما كان عام الفتح خرجت بنو سليم إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فلقوه بقديد وهم تسعمائة، ويقال كانوا ألفاً، فيهم العباس بن مرداس وأنس بن عياض ابن رعل وراشد بن عبد ربه، فأسلموا وقالوا: اجعلنا في مقدمتك، واجعل لواءنا أحمر، وشعارنا مقدم، ففعل ذلك بهم، فشهدوا معه الفتح والطائف وحنيناً.
وأعطى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، راشد بن عبد ربه رهاطاً