بخير نحمد الله. قال: كيف الزمان عليكم؟ قال: ما تسأل رجلا إذا أمسى لم ير أنه يصبح، وإذا أصبح لم ير أنه يمسي، يا أخا مراد إن الموت لم يبق لمؤمن فرحا، يا أخا مراد إن معرفة المؤمن بحقوق الله لم تبق له فضة وذهبا، يا أخا مراد إن قيام المؤمن بأمر الله لم يبق له صديقا، والله إنا لنأمرهم بالمعروف وننهاهم عن المنكر فيتخذونا أعداء ويجدون على ذلك من الفساق أعوانا حتى والله لقد رموني بالعظائم. وأيم الله لا يمنعني ذلك أن أقوم لله بالحق.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا سيف بن هارون البرجمي عن منصور عن مسلم بن سابور قال: حدثني شيخ من بني حرام عن هرم بن حيان العبدي قال: قدمت من البصرة فلقيت أويسا القرني على شط الفرات بغير حذاء فقلت: كيف أنت يا أخي، كيف أنت يا أويس؟ فقال لي: كيف أنت يا أخي؟ قلت: حدثني. قال: إني أكره أن أفتح هذا الباب، يعني على نفسي، أن أكون محدثا أو قاصا أو مفتيا. ثم أخذ بيدي فبكى. قال قلت: فاقرأ علي. قال: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين، حتى بلغ إنه هو السميع العليم. قال فغشي عليه ثم أفاق، ثم قال: الوحدة أحب إلي. وكان أويس ثقة وليس له حديث عن أحد.
[عبدة بن هلال]
الثقفي، أقسم عليه عمر بن الخطاب أن يفطر يوم الفطر ويوم الأضحى. وكان قال: لا يشهد علي ليلي بنوم ولا نهاري إلا بصوم أبدا. رحمه الله، ورضي عنه.