القتال حتى قدمت أمداد العراق من الكوفة ومن البصرة ومن الشام، فلما جاؤوا وشجع القوم حين بلغهم أن البعوث قد فصلت من العراق من عند بن عامر، ومن مصر من عند عبد الله بن سعد، فقالوا نعالجه قبل أن تقدم الأمداد.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن عبد المجيد بن سهيل عن مالك بن أبي عامر قال: خرج سعد بن أبي وقاص حتى دخل على عثمان، رحمة الله عليه، وهو محصور، ثم خرج من عنده فرأى عبد الرحمن بن عديس ومالكا الأشتر وحكيم بن جبلة، فصفق بيديه إحداهما على الأخرى، ثم استرجع، ثم أظهر الكلام فقال: والله إن أمرا هؤلاء رؤساؤه لأمر سوء.
[ذكر قتل عثمان بن عفان، رحمة الله عليه]
قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن بن عون عن الحسن قال: أنبأني وثاب، وكان فيمن أدركه عتق أمير المؤمنين، عمر وكان بين يدي عثمان ورأيت بحلقه أثر طعنتين كأنهما كبتان، طعنهما يومئذ يوم الدار دار عثمان، قال: بعثني عثمان فدعوت له الأشتر فجاء، قال بن عون أظنه قال فطرحت لأمير المؤمنين وسادة وله وسادة فقال: يا أشتر ما يريد الناس مني؟ قال: ثلاث ليس لك من إحداهن بد، قال: ما هن؟ قال: يخيرونك بين أن تخلع لهم أمرهم فتقول هذا أمركم فاختاروا له من شئتم، وبين أن تقص من نفسك، فإن أبيت هاتين فإن القوم قاتلوك، قال: أما من إحداهن بد؟ قال: لا ما من إحداهن بد، قال: أما أن أخلع لهم أمرهم فما كنت لأخلع سربالا سربلنيه الله، قال وقال غيره: والله لأن