للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعضهم في بعض في سككهم، فقلت: ما شأن هؤلاء الناس؟ قال بعضهم: أما أنت من أهل هذا البلد؟ قلت: لا، قال: فإنه قد مات سيد المسلمين اليوم أبي بن كعب، قلت: والله إن رأيت كاليوم في الستر أشد مما ستر هذا الرجل.

أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: أخبرنا عوف عن الحسين عن عتي السعدي قال: قدمت المدينة في يوم ريح وغبرة وإذا الناس يموج بعضهم في بعض، فقلت: ما لي أرى الناس يموج بعضهم في بعض؟ فقالوا: أما أنت من أهل هذا البلد؟ قلت: لا، قالوا: مات اليوم سيد المسلمين أبي بن كعب.

أخبرنا عفان بن مسلم قال: أخبرنا جعفر بن سليمان قال: أخبرنا أبو عمران الجوني عن جندب بن عبد الله البجلي قال: أتيت المدينة ابتغاء العلم فدخلت مسجد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فإذا الناس فيه حلق يتحدثون، فجعلت أمضي الحلق حتى أتيت حلقة فيها رجل شاحب عليه ثوبان كأنما قدم من سفر، قال فسمعته يقول: هلك أصحاب العقدة ورب الكعبة ولا آسي عليهم، أحسبه قال مرارا. قال: فجلست إليه فتحدث بما قضي له، ثم قام، قال فسألت عنه بعدما قام، قلت: من هذا؟ قالوا: هذا سيد المسلمين أبي بن كعب. قال فتبعته حتى أتى منزله فإذا هو رث المنزل رث الهيئة، فإذا رجل زاهد منقطع يشبه أمره بعضه بعضا، فسلمت عليه فرد علي السلام ثم سألني: ممن أنت؟ قلت: من أهل العراق، قال: أكثر مني سؤالا، قال لما قال ذلك غضبت، قال فجثوت على ركبتي ورفعت يدي، هكذا وصف، حيال وجهه فاستقبلت القبلة، قال قلت: اللهم نشكوهم إليك إنا ننفق نفقاتنا وننصب أبداننا ونرحل مطايانا إبتغاء العلم فإذا لقيناهم تجهموا لنا. وقالوا لنا قال: فبكى أبي وجعل يترضاني ويقول: ويحك لم أذهب هناك، لم أذهب هناك. قال

<<  <  ج: ص:  >  >>