من المدينة يعترضان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فلقياه بتربان فيما بين ملل والسيالة على المحجة منصرفا من بدر، فلم يشهد طلحة وسعيد الوقعة، فضرب لهما رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بسهامهما وأجورهما في بدر فكانا كمن شهدها. وشهد طلحة أحدا مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وكان فيمن ثبت معه يومئذ حين ولى الناس، وبايعه على الموت، ورمى مالك بن زهير يوم أحد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فاتقى طلحة بيده عن وجه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فأصاب خنصره فشلت، فقال حين أصابته الرمية: حس، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: لو قال بسم الله لدخل الجنة؛ والناس ينظرون، وكان طلحة قد أصابته يومئذ في رأسه المصلبة، ضربه رجل من المشركين ضربتين، ضربة وهو مقبل وضربة وهو معرض عنه، فكان قد نزف منها الدم، وكان ضرار بن الخطاب الفهري يقول: أنا ولله ضربته يومئذ. وشهد طلحة الخندق والمشاهد كلها مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
قال: أخبرنا عبد الله بن نمير ويعلى ومحمد ابنا عبيد والفضل بن دكين عن زكريا بن أبي زائدة عن عامر الشعبي قال: أصيب أنف النبي، صلى الله عليه وسلم، ورباعيته يوم أحد وإن طلحة بن عبيد الله وقى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بيده فضربت فشلت إصبعه.
قال: أخبرنا أبو أسامة عن إسماعيل بن أبي خالد قال: أخبرنا قيس قال: رأيت إصبعي طلحة قد شلتا، اللتين وقى بهما النبي، صلى الله عليه وسلم، يوم أحد.
قال: أخبرنا سعيد بن منصور قال: أخبرنا صالح بن موسى عن معاوية بن إسحاق عن عائشة وأم إسحاق ابنتي طلحة قالتا: جرح أبونا يوم أحد أربعا وعشرين جراحة، وقع منها في رأسه شجة مربعة وقطع نساه