للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد العزيز عن أبي الحويرث قال: وحدثنا ابن أبي سبرة عن سليمان بن سحيم عن نافع بن جبير، دخل حديث بعضهم في حديث بعض، قالوا: كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يكون مع أمه آمنة بنت وهب، فلما توفيت قبضه اليه جده عبد المطلب وضمه ورق عليه رقة لم يرقها على ولده، وكان يقربه منه ويدنيه، ويدخل عليه إذا خلا وإذا نام، وكان يجلس على فراشه فيقول عبد المطلب إذا رأى ذلك: دعوا ابني انه ليؤنس ملكاً.

وقال قوم من بني مدلج لعبد المطلب: احفظ به فانا لم نر قدماً أشبه بالقدم التي في المقام منه، فقال عبد المطلب لأبي طالب: أسمع ما يقول هؤلاء، فكان أبو طالب يحتفظ به، وقال عبد المطلب لأم أيمن، وكانت تحضن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يا بركة لا تغفلي عن ابني فاني وجدته مع غلمان قريباً من السدرة، وان أهل الكتاب يزعمون أن ابني هذا نبي هذه الأمة، وكان عبد المطلب لا يأكل طعاماً إلا قال: علي بابني، فيؤتى به إليه، فلما حضرت عبد المطلب الوفاة أوصى أبا طالب بحفظ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وحياطته، ولما نزل بعبد المطلب الوفاة قال لبناته: أبكينني وأنا أسمع، فبكته كل واحدة منهن بشعر، فلما سمع قول أميمة، وقد أمسك لسانه، جعل يحرك رأسه أي قد صدقت وقد كنت كذلك، وهو قولها:

أعيني جودا بدمعٍ درر … على طيب الخيم والمعتصر

على ماجد الجد واري الزناد … جميل المحيا عظيم الخطر

على شيبة الحمد ذي المكرمات … وذي المجد والعز والمفتخر

وذي الحلم والفضل في النائبات … كثير المكارم جم الفخر

له فضل مجد على قومه … مبينٍ يلوح كضوء القمر

<<  <  ج: ص:  >  >>