للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله منك لأفعلن. فلما كان يوم صفين جعل عمار يحمل على الناس، فقيل هذا عمار، فرأيت فرجة بين الرئتين وبين الساقين، قال فحملت عليه فطعنته في ركبته، قال: فوقع فقتلته، فقيل قتلت عمار بن ياسر. وأخبر عمرو بن العاص فقال: سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول إن قاتله وسالبه في النار، فقيل لعمرو بن العاص: هو ذا أنت تقاتله، فقال إنما قال قاتله وسالبه.

قال: أخبرنا محمد بن عمر وغيره قالوا: لما استلحم القتال بصفين وكادوا يتفانون قال معاوية: هذا يوم تفانى فيه العرب إلا أن تدركهم فيه خفة العبد، يعني عمار بن ياسر، قال وكان القتال الشديد ثلاثة أيام ولياليهن، آخرهن ليلة الهرير، فلما كان اليوم الثالث قال عمار لهاشم بن عتبة بن أبي وقاص ومعه اللواء يومئذ: احمل فداك أبي وأمي! فقال هاشم: يا عمار رحمك الله إنك رجل تستخفك الحرب وإني إنما أزحف باللواء زحفا رجاء أن أبلغ بذلك ما أريد، وإني إن خففت لم آمن الهلكة. فلم يزل به حتى حمل فنهض عمار في كتيبته فنهض إليه ذو الكلاع في كتيبته فاقتتلوا فقتلا جميعا واستوصلت الكتيبتان، وحمل على عمار حوي السكسكي وأبو الغادية المزني وقتلاه، فقيل لأبي الغادية: كيف قتلته؟ قال: لما دلف إلينا في كتيبته ودلفنا إليه، نادى هل من مبارز، فبرز إليه رجل من السكاسك فاضطربا بسيفيهما فقتل عمار السكسكي، ثم نادى من يبارز، فبرز إليه رجل من حمير فاضطربا بسيفيهما فقتل عمار الحميري وأثخنه الحميري، ونادى من يبارز، فبرزت إليه فاختلفنا ضربتين، وقد كانت يده ضعفت فانتحى عليه بضربة أخرى فسقط فضربته بسيفي حتى برد. قال ونادى الناس: قتلت أبا اليقظان قتلك الله! فقلت اذهب إليك فوالله ما أبالي من كنت، وبالله ما أعرفه يومئذ. فقال له محمد بن المنتشر: يا أبا الغادية خصمك

<<  <  ج: ص:  >  >>