ابن جابر بن كلاب، فنزلوا على ماء يقال له أوارة، فوثب البراض بن قيس أحد بني بكر بن عبد مناة بن كنانة، وكان خليعاً على عروة فقتله وهرب إلى خيبر فأستخفى بها، ولقي بشر بن أبي خازم الأسدي الشاعر فأخبره الخبر وأمره أن يعلم ذلك عبد الله بن جدعان، وهشام بن المغيرة، وحرب بن أمية، ونوفل بن معاوية الديلي، وبلعاء بن قيس، فوافى عكاظاً فأخبرهم فخرجوا موائلين منكشفين إلى الحرم، وبلغ قيساً الخبر آخر ذلك اليوم، فقال أبو براء: ما كنا من قريش إلا في خدعة، فخرجوا في آثارهم فأدركوهم وقد دخلوا الحرم، فناداهم رجل من بني عامر يقال له الأدرم ابن شعيب بأعلى صوته: إن ميعاد ما بيننا وبينكم هذه الليالي من قابل، وإنا لا نأتلي في جمع، وقال:
لقد وعدنا قريشاً وهي كارهة … بأن تجيء إلى ضربٍ رعابيل قال: ولم تقم تلك السنة سوق عكاظ، قال: فمكثت قريش وغيرها من كنانة وأسد بن خزيمة ومن لحق بهم من الأحابيش، وهم: الحارث ابن عبد مناة بن كنانة وعضل والقارة وديش والمصطلق من خزاعة لحلفهم بالحارث بن عبد مناة، سنةً يتأهبون لهذه الحرب، وتأهبت قيس عيلان، ثم حضروا من قابل ورؤساء قريش عبد الله بن جدعان، وهشام بن المغيرة، وحرب بن أمية، وأبو أحيحة سعيد بن العاص، وعتبة بن ربيعة، والعاص بن وائل، ومعمر بن حبيب الجمحي، وعكرمة بن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار، وخرجوا متساندين، ويقال: بل أمرهم إلى عبد الله ابن جدعان، وكان في قيس أبو براء عامر بن مالك بن جعفر، وسبيع بن ربيعة بن معاوية النصري، ودريد بن الصمة، ومسعود بن معتب الثقفي، وأبو عروة بن مسعود، وعوف بن أبي حارثة المري، وعباس بن رعل السلمي، فهؤلاء الرؤساء والقادة، ويقال: بل كان أمرهم جميعاً إلى أبي براء، وكانت الراية بيده وهو سوى صفوفهم، فألتقوا فكانت الدبرة