فحضر ودخل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في عمومته، فزوجه أحدهم، فقال عمرو بن أسد: هذا البضع لا يقرع أنفه، وتزوجها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهو ابن خمس وعشرين سنة، وخديجة يومئذ بنت أربعين سنة، ولدت قبل الفيل بخمس عشرة سنة.
قال: أخبرنا محمد بن عمر عن محمد بن عبد الله بن مسلم عن أبيه عن محمد بن جبير بن مطعم وعن ابن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة وعن ابن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس قالوا: إن عمها عمرو بن أسد زوجها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وإن أباها مات قبل الفجار.
قال: أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي قال: أخبرني أبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: زوج عمرو بن أسد بن عبد العزى بن قصي خديجة بنت خويلد النبي، صلى الله، عليه وسلم، وهو يومئذ شيخ كبير لم يبق لأسد لصلبه يومئذ غيره، ولم يلد عمرو بن أسد شيئاً.
قال: أخبرنا خالد بن خداش بن عجلان، أخبرنا معتمر بن سليمان قال: سمعت أبي يذكر أن أبا مجلز حدث أن خديجة قالت لأختها: أنطلقي إلى محمد فأذكريني له، أو كما قالت، وأن أختها جاءت فأجابها بما شاء الله، وأنهم تواطؤوا على أن يتزوجها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأن أبا خديجة سقي من الخمر حتى أخذت فيه، ثم دعا محمداً فزوجه، قال: وسنت على الشيخ حلة، فلما صحا قال: ما هذه الحلة؟ قالوا: كساكها ختنك محمد، فغضب وأخذ السلاح وأخذ بنو هاشم السلاح وقالوا: ما كانت لنا فيكم رغبة، ثم إنهم أصطلحوا بعد ذلك.
قال: أخبرنا محمد بن عمر بغير هذا الإسناد أن خديجة سقت أباها الخمر حتى ثمل، ونحرت بقرة، وخلقته بخلوق، وألبسته حلة