قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا داود بن قيس ومالك بن أنس قالا: بعث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أبا عبيدة بن الجراح سرية في ثلاثمائة من المهاجرين والأنصار إلى حي من جهينة بساحل البحر وهي غزوة الخبط.
قال: أخبرنا كثير بن هشام قال: أخبرنا هشام الدستوائي عن أبي الزبير عن جابر قال: بعثنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مع أبي عبيدة بن الجراح ونحن ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا وزودنا جرابا من تمر فأعطانا منه قبضة قبضة، فلما أنجزناه أعطانا تمرة تمرة، فلما فقدناها وجدنا فقدها ثم كنا نخبط الخبط بقسينا ونسفه ونشرب عليه من الماء حتى سمينا جيش الخبط، ثم أخذنا على الساحل فإذا دابة ميتة مثل الكثيب يقال لها العنبر فقال أبو عبيدة: ميتة لا تأكلوا، ثم قال: جيش رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وفي سبيل الله ونحن مضطرون، فأكلنا منه عشرين ليلة أو خمس عشرة ليلة واصطنعنا منه وشيقة. قال ولقد جلس ثلاثة عشر رجلا منا في موضع عينه وأقام أبو عبيدة ضلعا من أضلاعه فرحل أجسم بعير من أباعر القوم فأجازه تحته، فلما قدمنا على رسول الله قال: ما حسبكم؟ قال: كنا نبتغي عيرات قريش، فذكرنا له شأن الدابة فقال: إنما هو رزق رزقكموه الله، أمعكم منه شيء؟ قلنا: نعم.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم ويزيد بن هارون وسليمان بن حرب قالوا: أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك أن أهل اليمن لما قدموا على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، سألوه أن يبعث معهم رجلا يعلمهم السنة والإسلام، قال: فأخذ بيد أبي عبيدة بن الجراح فقال هذا أمين هذه الأمة.