قام إليه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فاعتنقه والدم ينفح في وجه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ولحيته لا يريد أحد أن يقي رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الدم إلا ازداد منه رسول الله قربا حتى قضى.
قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن رجل من الأنصار قال: لما قضى سعد في بني قريظة ثم رجع انفجر جرحه، فبلغ ذلك النبي، صلى الله عليه وسلم، فأتاه فأخذ رأسه فوضعه في حجره وسجي بثوب أبيض إذا مد على وجهه خرجت رجلاه، وكان رجلا أبيض جسيما، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: اللهم إن سعدا قد جاهد في سبيلك وصدق رسولك وقضى الذي عليه فتقبل روحه بخير ما تقبلت به روحا. فلما سمع سعد كلام رسول الله فتح عينيه ثم قال: السلام عليك يا رسول الله، أما إني أشهد أنك رسول الله. فلما رأى أهل سعد أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قد وضع رأسه في حجره ذعروا من ذلك فذكر ذلك لرسول الله، صلى الله عليه وسلم: إن أهل سعد لما رأوك وضعت رأسه في حجرك ذعروا من ذلك، فقال: استأذن الله من ملائكته عددكم في البيت ليشهدوا وفاة سعد. قال: وأمه تبكي وهي تقول:
ويل أمك سعدا … حزامة وجدا فقيل لها: أتقولين الشعر على سعد؟ فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: دعوها فغيرها من الشعراء أكذب.
أخبرنا الفضل بن دكين قال: أخبرنا عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد قال: لما أصيب أكحل سعد يوم الخندق فثقل حولوه عند امرأة يقال لها رفيدة، وكانت تداوي الجرحى، فكان النبي، عليه السلام، إذا مر به يقول: كيف أمسيت؟ وإذا