للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثنايا وإذا ناس معه إذا اختلفوا في شيء أسندوه إليه وصدروا عن رأيه، فسألت عنه فقالوا: هذا معاذ بن جبل. فلما كان من الغد هجرت فوجدته قد سبقني بالتهجير فوجدته يصلي، قال: فانتظرته حتى قضى صلاته ثم جئته من قبل وجهه فسلمت عليه وقلت له: والله إني لأحبك لله، قال فقال: الله، فقلت: الله، فقال: الله، فقلت: الله. قال فأخذ بحبوة ردائي فجذبني إليه وقال: أبشر فإني سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: قال الله، تبارك وتعالى: وجبت رحمتي للمتحابين في والمتجالسين في والمتباذلين في والمتزاورين في.

أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق قال: أخبرنا عبد الملك بن أبي سليمان عن أبي الزبير عن شهر بن حوشب قال: حدثني رجل أنه دخل مسجد حمص فإذا بحلقة فيهم رجل آدم جميل وضاح الثنايا وفي القوم من هو أسن منه وهم مقبلون عليه يستمعون حديثه، قال فسألته: من أنت؟ فقال أنا معاذ بن جبل.

أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عيسى بن النعمان عن معاذ بن رفاعة عن جابر بن عبد الله قال: كان معاذ بن جبل، رحمه الله، من أحسن الناس وجها وأحسنه خلقا وأسمحه كفا فادان دينا كثيرا فلزمه غرماؤه حتى تغيب عنهم أياما في بيته حتى استأدى غرماؤه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فأرسل رسول الله صلم إلى معاذ يدعوه فجاءه ومعه غرماؤه فقالوا: يا رسول الله، خذ لنا حقنا منه، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: رحم الله من تصدق عليه، قال فتصدق عليه ناس وأبى آخرون، فقالوا يا رسول الله خذ حقنا منه، فقال رسول الله: اصبر لهم يا معاذ، قال فخلعه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من ماله فدفعه إلى غرمائه فاقتسموه بينهم فأصابهم خمسة أسباع حقوقهم، قالوا: يا رسول الله بعه لنا، قال لهم رسول الله، صلى الله عليه وسلم: خلوا عنه فليس لكم إليه سبيل. فانصرف

<<  <  ج: ص:  >  >>