للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وركه ثم نزل فقال: يا عم أعطشت؟ قال قلت: نعم، قال: فأهوى بعقبه إلى الأرض فإذا بالماء، فقال أشرب يا عم، قال: فشربت

أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي، أخبرنا أبو المليح عن عبد الله بن محمد ابن عقيل قال: أراد أبو طالب المسير إلى الشأم فقال له النبي، صلى الله عليه وسلم: أي عم إلى من تخلفني ههنا فما لي أم تكفلني ولا أحد يؤويني، قال: فرق له، ثم أردفه خلفه، فخرج به فنزلوا على صاحب دير، فقال صاحب الدير: ما هذا الغلام منك؟ قال: ابني، قال: ما هو بابنك ولا ينبغي أن يكون له أب حي، قال: ولم؟ قال: لأن وجهه وجه نبي وعينه عين نبي، قال: وما النبي؟ قال: الذي يوحى إليه من السماء فينبيء به أهل الأرض، قال: الله أجل مما تقول، قال: فاتق عليه اليهود، قال: ثم خرج حتى نزل براهب أيضاً صاحب دير، فقال: ما هذا الغلام منك؟ قال: ابني. قال: ما هو بابنك وما ينبغي أن يكون له أب حي، قال: ولم ذلك؟ قال لأن وجهه وجه نبي وعينه عين نبي، قال: سبحان الله، الله أجل مما تقول، وقال: يا ابن أخي ألا تسمع ما يقولون؟ قال: أي عم لا تنكر لله قدرةً.

أخبرنا محمد بن عمر، أخبرنا محمد بن صالح بن دينار وعبد الله بن جعفر الزهري قال: وحدثنا ابن أبي حبيبة عن داود بن الحصين قالوا: لما خرج أبو طالب إلى الشأم وخرج معه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في المرة الأولى، وهو ابن أثنتي عشرة سنة، فلما نزل الركب بصرى من الشأم، وبها راهب يقال له بحيرا في صومعة له، وكان علماء النصارى يكونون في تلك الصومعة يتوارثونها عن كتاب يدرسونه، فلما نزلوا بحيرا وكان كثيراً ما يمرون به لا يكلمهم حتى إذا كان ذلك العام، ونزلوا منزلاً قريباً من صومعته قد كانوا ينزلونه قبل ذلك كلما مروا، فصنع لهم طعاماً

<<  <  ج: ص:  >  >>