بكم محمد كانوا من ذلك بنحوه، وإن ظفرتم بمحمد أخذوا آثاركم منكم من قريب من أولادكم وأهليكم، فلا تذروهم في بيضتكم وفنائكم ولكن أخرجوهم معكم وإن لم يكن عندهم غناء، فرجعوا إليهم فأخرجوا العباس بن عبد المطلب ونوفلا وطالبا وعقيلا كرها.
قال: أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس قال: قد كان من كان منا بمكة من بني هاشم قد أسلموا فكانوا يكتمون اسلامهم ويخافون يظهرون ذلك فرقا من أن يثب عليهم أبو لهب وقريش فيوثقوا كما أوثقت بنو مخزوم سلمة بن هشام وعباس ابن أبي ربيعة وغيرهما فلذلك قال النبي، صلى الله عليه وسلم، لأصحابه يوم بدر: من لقي منكم العباس وطالبا وعقيلا ونوفلا وأبا سفيان فلا تقتلوهم فإنهم أخرجوا مكرهين.
قال أخبرنا رؤيم بن يزيد المقرئ قال: حدثنا هارون بن أبي عيسى الشآمي قال: وأخبرنا أحمد بن محمد بن أيوب قال: حدثنا إبراهيم ابن سعد جميعا عن محمد بن إسحاق قال: حدثني حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب عن عكرمة قال: قال أبو رافع مولى رسول الله، صلى الله عليه وسلم: كنت غلاما للعباس بن عبد المطلب وكان الإسلام قد دخلنا أهل البيت فأسلم العباس وأسلمت أم الفضل وأسلمت، فكان العباس يهاب قومه ويكره خلافهم فكان يكتم إسلامه، وكان ذا مال متفرق في قومه فخرج معهم إلى بدر وهو على ذلك.
قال: أخبرنا رؤيم بن يزيد المقرئ قال: حدثني هارون بن أبي عيسى قال: وأخبرنا أحمد بن محمد قال: حدثنا إبراهيم بن سعد عن محمد ابن إسحاق قال: حدثني العباس بن عبد الله بن معبد عن بعض أهله عن ابن عباس أن النبي، عليه السلام، قال لأصحابه يوم بدر: إني عرفت أن رجالا من بني هاشم وغيرهم قد أخرجوا كرها لا حاجة لهم بقتالنا، فمن