للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صلى الله عليه وسلم، قبض وهو أمير. قال فساروا دنوا من الشأم أصابتهم ضبابة شديدة فسترهم الله بها حتى أغاروا وأصابوا حاجتهم. قال فقدم بنعي رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على هرقل وإغارة أسامة في ناحية أرضه خبرا واحدا فقالت الروم: ما بالي هؤلاء بموت صاحبهم أن أغاروا على أرضنا.

قال عروة: فما رئي جيش كان أسلم من ذلك الجيش.

قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا حماد بن سلمة عن هشام ابن عروة عن أبيه بنحو حديث أبي أسامة عن هشام وزاد في الجيش الذي استعمله عليهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح.

قال: وكتبت إليه فاطمة بنت قيس: إن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قد ثقل وإني لا أدري ما يحدث فإن رأيت أن تقيم فأقم. فدوم أسامة بالجرف حتى مات رسول الله، صلى الله عليه وسلم. قال: وأمر أن يعظم فيهم الجراح يجزل فكفرت العرب.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عبد الله بن يزيد بن قسيط عن أبيه عن محمد بن أسامة بن زيد عن أبيه قال: بلغ النبي، صلى الله عليه وسلم، قول الناس استعمل أسامة بن زيد على المهاجرين والأنصار، فخرج رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حتى جلس على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس أنفذوا بعث أسامة فلعمري إن قلتم في إمارته لقد قلتم في إمارة أبيه من قبله، وإنه لخليق للإمارة وإن كان أبوه لخليقا لها. قال فخرج جيش أسامة حتى عسكروا بالجرف وتتام الناس إليه فخرجوا، وثقل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فأقام أسامة والناس لينظروا ما الله قاض في رسوله. قال أسامة: فلما ثقل هبطت من عسكري وهبط الناس معي وغمى على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فلا يتكلم، فجعل يرفع يده إلى السماء ثم نصبها إلي فأعرف أنه يدعو لي.

<<  <  ج: ص:  >  >>