ابن علقمة بن ربيعة، له علم بدينهم ورئاسة، وكان أسقفهم وإمامهم وصاحب مدراسهم وله فيهم قدر، فعثرت به بغلته، فقال أخوه: تعس الأبعد، يريد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال أبو الحارث: بل تعست أنت، أتشتم رجلاً من المرسلين؟ إنه الذي بشر به عيسى وإنه لفي التوراة! قال: فما يمنعك من دينه؟ قال: شرفنا هؤلاء القوم وأكرمونا ومولونا وقد أبو إلا خلافة، فحلف أخوه ألا يثني له صعراً حتى يقدم المدينة فيؤمن به، قال: مهلاً يا أخي فإنما كنت مازحاً، قال: وإن، فمضى يضرب راحلته وأنشأ يقول:
إليك يغدو قلقاً وضينها … معترضاً في بطنها جنينها مخالفاً دين النصارى دينها … قال: فقدم وأسلم.
أخبرنا علي بن محمد عن أبي علي العبدي عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس قال: بعثت قريش النضر بن الحارث بن علقمة وعقبة ابن أبي معيط وغيرهما إلى يهود يثرب وقالوا لهم: سلوهم عن محمد، فقدموا المدينة فقالوا: أتيناكم لأمر حدث فينا، منا غلام يتيم حقير يقول قولاً عظيماً يزعم أنه رسول الرحمن، ولا نعرف الرحمن إلا رحمان اليمامة، قالوا: صفوا لنا صفته، فوصفوا لهم، قالوا: فمن تبعه منكم؟ قالوا: سفلتنا، فضحك حبر منهم وقال: هذا النبي الذي نجد نعته ونجد قومه أشد الناس له عداوة.
أخبرنا علي بن محمد عن يزيد بن عياض بن جعدية عن حرام بن عثمان الأنصاري قال: قدم أسعد بن زرارة من الشأم تاجراً في أربعين رجلاً من قومه، فرأى رؤيا أن آتيا أتاه فقال: إن نبياً يخرج بمكة يا أبا أمامة فاتبعه، وآية ذلك أنكم تنزلون منزلاً فيصاب أصحابك فتنجو أنت وفلان