يا ذا الكفين لست من عبادك … ميلادنا أقدم من ميلادك أنا حششت النار في فؤادك … قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد عن محمد بن إسحاق أن الطفيل بن عمرو كان له صنم يقال له ذو الكفين فكسره وحرقه بالنار وقال:
يا ذا الكفين لست من عبادك … ميلادنا أقدم من ميلادك أنا حشوت النار في فؤادك … رجع الحديث إلى حديث الطفيل الأول، قال فلما أحرقت ذا الكفين بان لمن بقي ممن تمسك به أنه ليس على شيء فأسلموا جميعا. ورجع الطفيل بن عمرو إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فكان معه بالمدينة حتى قبض. فلما ارتدت العرب خرج مع المسلمين فجاهد حتى فرغوا من طليحة وأرض نجد كلها، ثم سار مع المسلمين إلي اليمامة ومعه ابنه عمرو ابن الطفيل، فقتل بن الطفيل بن عمرو باليمامة شهيدا وجرح ابنه عمرو ابن الطفيل وقطعت يده، ثم استبل وصحت يده، فبينا هو عند عمر ابن الخطاب إذ أتي بطعام فتنحي عنه فقال عمر: ما لك لعلك تنحيت لمكان يدك؟ قال: أجل، قال: والله لا أذوقه حتى تسوطه بيدك، فوالله ما في القوم أحد بعضه في الجنة غيرك. ثم خرج عام اليرموك في خلافة عمر بن الخطاب فقتل شهيدا.