فقال: كذب من قال ذلك، إن له لأجرين، إنه قتل مجاهدا وإنه ليعوم في الجنة عوم الدعموص.
قال: أخبرنا حماد بن مسعدة عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع أن رجلا قال لعامر: أسمعني من هنياتك، وكان عامر رجلا شاعرا، قال فنزل يحدو ويقول:
اللهم لو أنت ما اهتدينا … ولا تصدقنا ولا صلينا
فاغفر فداء لك ما اقتنينا … وثبت الأقدام إن لاقينا
وألقين سكينة علينا … إنا إذا صيح بنا أتينا وبالصياح عولوا علينا … فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: من هذا الحادي؟ قالوا: ابن الأكوع، قال: يرحمه الله! فقال رجل من القوم: وجبت يا نبي الله لولا متعتنا به.
قال: فأصيب يوم خيبر، ذهب يضرب رجلا من اليهود فأصاب ذباب السيف عين ركبته فقال الناس: حبط عمل عامر، قتل نفسه قال فجئت إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بعد أن قدم المدينة وهو في المسجد فقلت: يا رسول الله يزعمون أن عامرا حبط عمله، قال: من يقوله؟ قلت: رجال من الأنصار منهم فلان وفلان وأسيد بن حضير، قال: كذب من قال، إن له أجرين، وقال بإصبعيه أومأ حماد بالسبابة والوسطى، إنه لجاهد مجاهد وقد عربي نشأ بها مثله.