قال: ونزل القران: يحلفون بالله ما قالوا: ولقد قالوا: كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا، إلى آخر الآية.
قال: ونزلت: فإن يتوبوا يك خيرا لهم وإن يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما، فقال: قد قلته وقد عرض الله التوبة فأنا أتوب. فقبل ذلك منه. وكان له قتيل في الإسلام فوداه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فأعطاه ديته فاستغنى بذلك.
قال: وقد كان هم أن يلحق بالمشركين، قال: النبي، صلى الله عليه وسلم، للغلام: وفت أذنك.
قال محمد بن عمر: وكان هذا الكلام من الجلاس في غزوة تبوك، وكان قد خرج مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إلى تبوك. وخرج في غزوة تبوك ناس كثير من المنافقين لم يخرجوا في غزوة قط أكثر منهم في غزوة تبوك، وتكلموا بالنفاق فقال الجلاس ما قال، فرد عليه عمير بن سعيد قوله. وكان معه في هذه الغزاة، وقال له عمير: ما أحد من الناس كان أحب إلي منك ولا أعظم علي منة منك، وقد سمعت منك مقالة، والله لئن كتمتها لأهلكن ولئن أفشيتها لتفتضحن وإحداهما أهون علي من الأخرى. ثم أتى النبي، صلى الله عليه وسلم، فأخبره بما قال الجلاس. فلما نزل القرآن اعترف بذنبه وحسنت توبته ولم ينزع عن خير كان يصنعه إلى عمير بن سعيد، وكان ذلك مما عرف به توبته.